فِضِّيَّةٌ تَسحَرُ الأَلبابَ إِنْ حَضَرَتْ
ريانَـةٌ تُسكِرُ العُشاقَ إِنْ خَطَرَتْ
حَديثُها نَغَـمٌ يَسري فَيُنعِشُني
والهَمسُ أُغنيَةٌ تُغريني إنْ نَطَقَتْ
تَوشَّحَتْ مِنْ جِمالِ الغيدِ روعتُها
بَدراً تَجَلَّتْ بِهَذا الكَـونِ فَأْتَلقِتْ
الرَّوحِ في أَسرِها باتَتْ وفي حُبِّها
قَلبي العَليلُ عَليهِ اليومَ قَد حَكَمَتْ
ما كُنتُ مُتَّخِذاً وَجداً يُلوِّعُني
لَكِنَّها فَجأَةً في مُهْجَتي سَكَنَتْ
يا ويلَ قَلبـاً بهِ تَحـتَلُّ مَنزِلَـةً
فَكيفَ روحي التي في غَفلَـةٍ سَرَقَتَْ
مُنذُ التَقينا بِلا وَعدٍ فُتِنتُ بِها
وَها أَنا راجياً وصلاً إذا سَمَحَتْ
أُكَحِلُ العَينَ مِنْ حُسنِها والجَفنُ
يَحرُسُها
وَكُلَّ عُمري فِداها مَهما لي أَمَرَتْ
أَمسيتُ في حَيرَتي لا أَرتَجي طَلَباً
إِلّا ارتِواءً لِروحٍ كُلَّـهـا مَلَكَـتْ
فَهَلْ تَجودُ بِما أَرجوهُ فاتِنَتـي
تُروِي عُروقي إذا لي كَأسَها سِكَبَتْ
حسن الأمير