دون مقدمات سأدخل فيما قصه لي..
قال كنت طفلا
وكنت بجوار بيت جدي وقاربت الشمس أن تغيب
لمحت عصفورا لايكاد يطير في عشه
فرحت واخذته من عشه
وانطلقت عائدا لبيتنا
حريصا أن أكون قبل غروب الشمس في بيتنا
لأن أسرتي لا تسمح لي في ذالك السن الخروج بعد المغرب.
دخلت به ووضعته داخل البيت
وانا تغمرني الفرحة.
تفقدته قبل أن أذهب للنوم دخلت لانام..
لكن فجأه حاصرتني أسئلة كثيرة كثيرةومشاعر قوية
تذكرت أمه
وخوفها عليه
رأيتها
كأنها تبحث في كل مكان وزاوية
ضاق صدري واستحال أن يطرق النوم عيني
وعودتي لذلك المكان في تلك الساعه المتأخره من الليل مستحيل
خوفا من أبي أولا
ومن الظلام
ومن سوالف الجن
التي كنت اسمع عن قصصها.
أصبح الخروج لإعادة هذا العصفور أشبه بالأمر المستحيل
قررت أن اتركه للصباح ولعل أمه تصبر
لكن
قلت لربما تذهب بعيدا للبحث عنه
واكون قد فرقتهم للأبد.
حزمت أمري على أنه لابد أن أعيده لأمه مهما كان
انا لن استطيع النوم.
أخذته متسللا من بيتنا
وجهتي إلى مكانه
تحاصرني أمور كثيرة
البعد عن بيتنا
ووحشة الطريق
ولو احس ابي أو امي بأنني لست في فراشي
أخذته وانطلقت مبسملا تارة
وأخرى مكبرا وداعيا
ومتعوذا والخوف
يكاد يقتلع قلبي الصغير من مكانه
ووضعته في مكانه وعدت
بنفس السرعه
ودخلت ومااستيقظت الا وهم يوقظوني للصلاة كي اتجهز للمدرسة.
استوقفتني قصة هذا الشاب
عندما كان طفلا كيف أن وازعه الديني والرحمه التي تملأ قلبه
طغت على خوفه وهلعه وأصر أن يتخلص من تأنيب الضمير كي ينام بأمان.
اللهم ارزقنا قلوبا رحيمة كقلوب الأطفال.
حسن زيلعي. البرك