مقالات مجد الوطن

(سهل الفزاري وسكب جبل التيس)

 

هاتفني صديق يسأل عن إكمال
مقال بوابات البرك وقافلة الجمال..

يبدو أنني أحييت في عروقه شرايين الصبا
وزهو الشباب.

يالتلك الأيام التي خلت.

فمازال في النفوس كثيراً من قصص

لم تبح بها المشاعر.

ودروس تستقى..
وفضائل تروى.

لا أعرف لماذا بعد أن هاتفني اتجهت إلى الأزقة والحواري.

فهناك مشاهد أخرى..
وهي تحيط السوق من كل الاتجاهات.

للسوق بعد العصر صور لا تنسى.

خياطوا اشرعة القوارب. وفي زاوية أخرى غزل شباك الصيد.
وأمور كثيرة لا يتسع المقال لسردها..

أعود للحواري.

أرى بعض العشش وحتى خدر أو خدرين
لمن لا يعرف الخدور.

بيت يسكنه البعض مصنوع
من الطفي (الخوص)

ألم اقل لكم ان في الذاكرة كثيرا من القصص
لم تروى بعد.

بعض الساكنات نساء قواعد
ندخل إليهم ورغم
قلة مافي أيديهم فيطعمونا.

(تلك عبرة في فهم أواخر . الايه ٩ من سورة الحشر.)

ونشأنا نناديهم إما جده فلانه أو خاله فلانه.

وليس شرطا أن تربطتك بهم صلة قرابة الا انك
من أبناء القرية.

وحتى الرجل نتحرج ان نناديه بإسمه إلا
ان نبدأ
أسمه
بأبي أو خالي أو جدي..

لأن من في بيتك عندما يرسلوك لأمر ما
يبدأون الاسم بأذهب الي ابيك فلان اوعمك
أو خالك.

فنشأ الكل على هذا الأدب مع الكبير.

وذاك درس في حديث
(أمرنا أن ننزل الناس منازلهم)

تركت قوافل الجمال.

ولا أدري كيف أعود إليهم.

فقد تركت اخي
الذي يكبرني المولع كثيرا بحياة رعاة الإبل والاغنام ومازال..
فهو يندمج مع قوافل الجمال تلك.
خاصة
إذا كان فيهم بعض أجدادي لأمي رحمهم الله
فيتولى تغريس الجمل.
.
لربما أن البعض لم يفهم ماتعني تغريس الجمل
.
( لأخي قصة)
َ
. في طياتها سيفهم
معنى كلمة تغريس.

ذات يوم أعطى مبلغ لشراء غرض ما
والذي أعطته أمي رحمها الله

فعاد خالي الوفاض فسألته يرحمها الله.

أين المقاضي؟

فلم يجب..

وبعدها علمت انه من فرط شغفه وولعه
كان يغرس الجمل ونسيها في
يده فألقمها الجمل وهو يغرسه فأكلها .

وكان أن أعطته المال كون أن أعمامها سيزورنها
مع تلك القافلة كعادتهم عند أي رحلة فتستعد
لإكرامهم رحمهم الله جميعاً.

وكان كل من له صديق أو قريب يحل على أقاربه
زائرا قبل أن يعود أدراجه لقريته.

(فلصلة الرحم).

بينهم أرفع المقام وأفضله.

رغم مشاغلهم إلا أنه لابد أن يمكث معهم
ويطمئن على حالهم ثم يودعهم.

تلك والله النفوس البارة الصادقة..

رغم مشقة الحياة وقل ذات اليد
الا انهم لا يقطعون رحمهم.
بل يقطعون المسافات إما رجالا أو ركبانا.

ليزوروا قريب أو صديق.
أوعيادة مريض.
.
( أليس درسا لفهم الآية ٢٠ من سورة الرعد)

كأني رأيت نبات السكب يعتمر رأس أحدهم.

فتذكرت ريحة السكب (العرار)

الذي كان طيبهم وغيرها من النباتات العطرية.

فجال في الذاكرة شطر بيت لهم.

يقول.

سكب التيس تعجبني رواته.

أرى انه شطر في فن التورية.

ولا اعرف تكملة الشطر الآخر .

(التيس.. جبل التيس ) (رواته تعني منظره وجماله )

تذكرت الشاعر..

سهل بن مالك الفزاري. في شطر بيته.

إياك أعني واسمعي ياجاره.

كلاهما اسخدما فن التورية

ولأريح القاريء من الإستنباط.

. أعتقد.

صاحبنا أراد إيصال لمن كانت في
خدرها فشبهها بالسكب ..

ولسان حاله لربما يقول

كسهل.

إياك أعني واسمعي ياجاره.

حسن زيلعي. البرك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى