مقالات مجد الوطن

المجتمع الاحسائي وحب الخير.. “عيسى التيسان” أنموذج

 

يتصف المجتمع الأحسائي بقيم إيجابية عديدة ، ومنها حب اهله لأعمال الخير والاحسان ، وتقديم يد العون للمحتاجين، وتشجيع أفراده بعضهم بعضا على فعل الخير والإحسان للإنسان حتى تجذرت ثقافة فعل الخير والعطاء والتعاون والمحبة وتوطيد روابط الأخوة بينهم كمجتمع واحد لا تعرف الانانية اليهم طريقاً ، الأمر الذي أدى الى تماسك المجتمع بدء من الأسر التي اتصفت فيه الاحساء بقوة العلاقات الاسرية مما أدى الى تعزيز روح المحبة والتعاون فيما بينهم، وجعل من الأسر الأحسائية عوائل مترابطة استطاعت أن تقوم بدورها كما يجب في تنشئة الأجيال وتشكيل اتجاهاتهم ، وتقييم أدائهم ، وبناء شخصياتهم الاجتماعية في ضوء التراث الاجتماعي المتعارف عليه في المجتمع بتنشئتهم على القيم الحميدة والتربية واﻷخلاق الاسلامية، وتعّويدهم على التحلي بها، وإرشادهم على القدوة الحسنة والتمسك بالأخلاق، والعمل على مصلحة المجتمع، فضلاً عن انتشار مؤسسات المجتمع المدني التطوعية في الاحساء التي تقوم بدور كبير في تحقيق التنمية المجتمعية.
وخلال عملي في المجال الكشفي التطوعي على مدى أربعة عقود التقيت بالكثير من المتطوعين داخل المملكة وخارجها، وكان يشدني كل شخص بطريقته لممارسة العمل التطوعي ، ويشدني أكثر المتطوعين من محافظة الاحساء وهم أكثر الناس تأثيراً في شخصي بالعمل التطوعي ومنهم عيسى بن عبدالعزيز التيسان الذي عرفته منذ ما يُقارب ثلاثين عاماً في معسكرات الخدمة العامة التي تُقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، الذي كان يُشارك لعدة سنوات متطوعاً بدون مقابل أو عوض مادي يدفعه في ذلك حبه لفعل الخير للآخرين، يُزينه وهو يقدم الخدمة طيلة موسم الحج بشاشته واهتمامه بزملائه وتقديم النصح وحب الخير وحسن المعاشرة مع الجميع التي كانت هي المفتاح السحري الذي استطاع من خلاله كسب قلوب من حوله ، لامجال لديه للحقد أو الكراهية أو البغضاء أو التشاحن والحسد والقطيعة، وإنما ألفة وتعاون وترابط ومحبة، حيث جعل من محبة الآخرين والإحسان إليهم وحب الخير لهم منهجا يسير عليه في تعاملاته وفي شؤون حياته كافة، التي هي مرحلة سامية عظيمة تدل على تأصل الخير في نفسه ، وأنه يحمل بين جنبيه روحا طيبة محبة للخير، يبذل ويعطي وينكر الذات كل ذلك في سبيل إسعاد الآخرين ، مما جعله قدوة ومثالاً أعلى لكثير من القيادات الكشفية يقتدون به في تصرفاته وأفعاله وسلوكه حيث يُطابق قوله عمله، ويُصدّقه، مما جعله مثالاً سامياً وراقياً يعملون على تقليده وتطبيق نهجه والحذو حذوه، خاصة وانه يُساير تطور العمل التطوعي الذي أخذ في الفترة الأخيرة أنماطاً حيوية جديدة في مختلف المجالات التطوعية والتي تستهدف الاستثمار الحقيقي للطاقات الكامنة في المجتمع وتفعيل جوانب الخير في النفوس والتعاون على البر والتقوى بين أفراد المجتمع والحفاظ على قيمه وأعرافه وتوريثها إلى الأجيال القادمة تربية وممارسة ورسالة، كما أنه من الحريصين اشد الحرص على استثمار طاقات الشباب ، والعمل على احترافية العمل التطوعي في ظل التحديات والمتغيرات ونقل المعرفة والتطوع التخصصي ونشر ثقافة العمل التطوعي وإبراز دور القدوة لدى الفرد والأسرة والمجتمع، ويدعو الى اتاحة الفرصة وتشجيع الشباب على ممارسة العمل التطوعي الذي يراه سمة من سمات العصر تتيح لهم الانطلاق نحو آفاق ارحب لتنمية شخصيتهم وتطوير قدراتهم والاحساس بالمسؤولية والشعور بالثقة .

مبارك بن عوض الدوسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى