كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
كلما اقترب رمضان تذكرت تلك المرأة التي كانت تشمر عن ساقيها و تقوم بتنصيب الموافيه ( التنور ) و نصب الملحة للحوح قبل وصول اول يوم من رمضان وتتعب المسكينة جاهدة في تجميع الطين و روث الأبقار كي تعمل به هذه الأشياء ثم تصحى يوميا قبيل الفجر كي تصفي حبها و تنظف رحاها المطحنة ثم تقوم بطحن ذلك الكيس المليء بالذرة
ثم تشقى جاهدة في تجميع الحطب في الوديان والاماكن الخطرة في سبيل خدمة بيتها و اولادها و أهلها و اجوارها في كل يوم رحمك الله يا أمي و اسكنك فسيح جناته جزاء ما قدمتيه لنا و نحن صغار و لا زال جميع أبناء حشوتنا( حارتنا ) يذكرون أفعالك و طبيخك و تلك الموافيه التي كانت تشتعل بالنار كل يوم مسطرة اروع مثال في الصبر على لهيب الصيف و لهيب الميفاء رحمك الله يا جدتي التي كانت تعينها في كل صغيرة و كبيرة رحمك الله يا جدي الذي يذهب يوميا بعد الفجر لقطف البامية و الملوخيه و الدجر و القوار والخضار من المساني( البساتين )
وبعدها يذهب لأخذ اللحم باكرا ثم يعود منهك يبلل لحافه بالماء و ينام تحت ظل الشجرة او يشغل مروحه جلاسية ليلطف الجو ثم يذهب عصرا على دابته للسوق كي يكمل لنا مقاضي الإفطار انهم ناس عظماء لا وظايف و لا تعليم ولكن تحدوا الصعاب و ربونا احسن تربية و اطعمونا احسن الاكل
رحم الله من مات من هذا الجيل و أطال الله بعمر من بقي على قيد الحياة و احسن له الختام
و كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
بقلم / مصبح قاسم
