لغةٌ تفوقُ مدارِكَ الأبصارِ
ومضت خلال العقل بالأفكارِ
صدعت بصوتِ الحقّ دون تكلّفٍ
فتقت جدار الصّمتِ كالإعصارِ
وهنا التساؤلُ في الحوارِ لهُ صدى
وحقوقُ إنسانٍ. بدونِ خيارِ
الأرضُ تنظرُ والمدائنُ أذعنت
والريحُ تسكُنُ في انتظارِ قرارِ
وبلحظةٍ دُهِشَ الجميعُ لحكمةٍ
ولحنكةٍ وبصيرةٍ وبِدارِ
نطقَ الحكيمُ بما يصحُّ من الرؤى
برويّةٍ وبفطنةِ الأحرارِ
ردّ الشكوكَ إلى بضاعةِ رحْلِهِم
بلباقةِ المعنى وحُسنِ حِوارِ
وإذا موازينُ القُوى مالت لهُ
وبدا سؤالُ القومِ في الأطمارِ
وكذا المجادلُ ينتحي بتعجُّبٍ
وبعينهِ يبدو وهَىَ الإكبارِ
كُسِرتْ بجوفِ النّفسِ نظرةُ عابسٍ
كتلاطُمِ الأمواجِ بالأحجارِ
وثنى بوجهٍ في عيونِ مرافقٍ
وإذا بوفدِ القومِ في استعبارِ
وكأنها الظلماءُ قُطّعَ وجهُهَا
وصدى الحُداءِ يضيقُ بالأعذارِ
لمّا رأى في الصرحِ سطوةَ واثقٍ
وتبسُّمٍ في وجنةِ الإصرارِ
وتقهقرت أحلامُ روحِ مطبِّلٍ
ومضى يغرّدُ خارجَ الأسوارِ
عرفت فجاجُ الأرضِ أن أمامَها
من في يديهِ عظائمُ الأوطارِ
هذا وليُّ العهدِ فخرُ كياننا
لم ينتحِ. بالجودِ والإيثارِ
جمع العروبةَ وارتقى بحوارهِ
قيمُ الأخوةِ وحدت لإصارِ
أبتِ الفضيلةُ أن تفارق صدرَهُ
وبِهِ العروبةُ طُوّقت بإطارِ
وثوابتُ الإسلامِ تفرضُ نفسَها
ولَمَنهجُ القرآن خيرُ شِعارِ
هذا أبو عبدالعزيز حفيدُ من
جمعَ البلاد على هُدى الأطهارِ
رُكزت لهُ الرّاياتُ في أفقِ المدى
ومضى البشيرُ بأنفسِ الأخبارِ
كالهدهدِ المرسولِ يروي قصةً
بلغ المدى في يابسٍ وبحارِ
عقلٌ تجمعت القوى برحابِهِ
دُهْشت لفكرٍ سائرُ الأقطارِ
عبدالصمد المطهري
0 12 دقيقة واحدة