تابعت باهتمام الفعالية التي نظمها مؤخراً في مدينة الجبيل الصناعية المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بمناسبة اليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف، الذي يصادف 26 يوليو من كل عام ، بمشاركة مجموعة من الخبراء الدوليين والمحليين في مجال غابات المانجروف، حيث حرص المركز إلى إيجاد الحلول الفعالة لحفظ هذا الكنز الطبيعي وحمايته وتنميته؛ باعتبار غابات المانجروف أحد أجود أنواع الغابات في تخزين الكربون، والحفاظ على التنوع البيولوجي؛ لتصبح غابات مستدامة محمية من النشاطات الإنسانية الضارة.
وجاء اهتمامي بتلك الفعالية لإدراكي أهميتها للنظام البيئي، باعتبارها بيوتا للعديد من الكائنات والحيوانات المائية والبرية النادرة والمهددة بالانقراض، ولكون تلك الأشجار لديها القدرة على العيش في المياه المالحة، على الرغم من أنها لا تحتاج إلى الملح لتنمو، ولاهتمام بلادي بها بما يتواكب مع رؤيتها الطموحة 2030 التي تستهدف زراعة أكثر 100 مليون شجرة خلال السنوات القادمة لتغطي مساحات شاسعة على امتداد ساحل البحر الأحمر والخليج العربي، والاهتمام الأهم بالنسبة لي كونها إحدى المبادرات التي تعتني بها جمعية الكشافة العربية السعودية من خلال المشروع الكشفي الوطني لنظافة البيئة وحمايتها الذي أطلقته عام 1430هـ، حيث اولت زراعة أشجار المانجروف أهمية كبيرة، فقد أسهمت على سبيل المثال في الفترة من 23 شوال إلى الأول من ذي القعدة عام 1432هـ، في زراعة 30000 في شواطئ جدة والليث فقط شاركهم حينها في زراعتها عددٍ من مسؤولي الكشافة في المكتب العالمي والمكتب العربي، كما زرعت في شواطئ منطقة جازان خلال ثلاثة أيام في نفس العام 10000 شجرة ، شاركهم حينها في زراعتها صاحب تلك المبادرة سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التعليم رئيس جمعية الكشافة – آنذاك – ، الذي كان يدعو ويؤكد على الاهتمام بتلك المبادرة والاهتمام بتوعية الجيل الحالي بأهميتها في التصدي لآثار التغير المناخي، وتعزيز التنوع الأحيائي.
وقد استمرت الجمعية في الاهتمام بتلك المبادرة حتى أنها وضعت تفعيلها أحد أهم الاشتراطات في الحصول على وسام كشافي العالم، وشارة الصقر الكشفي، في بعض المناسبات حيث تُثقف كشافيها بزراعتها ومن أنها ملجأ لعديد من الكائنات الحية للأسماك والجمبري والقشريات المهمة اقتصاديا ، وبيئة لصغار العديد من الكائنات البحرية إذ تجد فيها الغذاء والحماية وقدرتها على إزالة التلوث من المياه ، إضافة إلى حمايتها للأراضي الساحلية من التآكل ، ومساعدتها على انتشار رقعة يابسة للأراضي ، ودفع المياه البحرية ، ومصدر للرعي والوقود ، بخلاف فوائدها الجمالية والترفيهية، وأن هذا التوجه يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الجمعية مع بقية القطاعات الحكومية والأهلية من أجل خدمة وتنمية المجتمع والإسهام في رفع الوعي بأهمية المحافظة على البيئة وحمايتها ، واستنهاض جميع الطاقات والإمكانات تجاه البيئة، ومنها بيئات المانجروف مع البيئات الطبيعية الأخرى.
وقد ذهبت الجمعية في الفترة الأخيرة على ماهو أبعد من ذلك بحرصها على المشاركة في تحقيق الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة ” الحياة تحت الماء” الذي يدعو إلى حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام، وذلك بإطلاقها العديد من البرامج التوعوية في المناسبات العالمية المختلفة ذات الاهتمام بالجانب البيئي ومنها اليوم العالمي للبيئة الذي يحفل العالم به في الخامس من يونيه من كل عام.
مبارك بن عوض الدوسري