– مهما يكن، تذكري أن الأعاصير تثور غاضبة وفي وقت محدد تهدأ، وأن تلاشي شعوركِ بالأمان يحتم عليكِ أن تكتمي غيضكِ وتتعاملي مع تطفل هذا المجهول ببرود، ومن هذه اللحظة رقدي هذا العدو الخفي على الشوك واشكيه إلى الجهات المختصة كي تخربي على هذا الثعبان “الاولعبان” أعماله الغير أخلاقية والقذرة.
– بإذن الله. أنا لا أتصور أن هناك شخصًا بهذا السوء يمكن أن ينتهك خصوصية الأخرين المعلنة!
– مريضٌ بداء السرقة، ولا تستبعدين أن يكون له زملاء.. لصوص.. لصوص.. يزاولون هذه المهنة بإحتراف.
بينما كنا نتجاذب أطراف الحديث فيما يتعرض له البعض من قراصنة البريد الإلكتروني أو الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي رن جرس الباب.
قالت قناعة بصوت مرتفع وأنا أسير صوب النت:
– البعض تخترق بياناته البنكية عن طريق النت.. أحذري!
ذهبتُ من عندها فارغة وعدت إليها محملة باكياس العشاء، تقابل وجهي مع وجهها، انطلقت ضاحكاتي وقلت لها:
– فإذا كان المقصد من هذا الفعل الريالات فوالله “نقبه طلع على شونة” لن يجد حسابي هللة واحدة من الهللات. وهذا هو سقفي العالي الذي يفوق درجة الخيال. فإن لم يقتنع سيحاول كثيرًا وسيحيا مريرًا وسيمزق الأسى نياط قلبه ويموت.
– سيموت وهو لا يعلم انه سقط خارج الغلة!
وصل العشاء، وكان عبارة عن مشويات مشكلة ومحاشي (ورق عنب – كرنب) ومقبلات (سلطة خضراء – فتوش – تبولة) مع العصائر الطازجة. كان كل شيء يبدو تقريبًا مفضل لقناعة ذا مذاق محبب ونكهة زكية خاصة بالمحل.
استقامت قناعة. تناولت بعض أكياس العشاء وحملتها، حدقت بي ثم بالسقف. كانت المرة الأولى التي تفاتحني في طلب بإشارة جسدية.
– “إلى أين تخالين نفسكِ ذاهبة؟”
– فووووووق.. إلى السطوح.. إلى السماء.. إلى الجو البديع والهواء العليل.. إلى الراحة النفسية. القرار قرارك.
الروح/ صفية باسودان
0 41 دقيقة واحدة