مقالات مجد الوطن

أعلام من بيش بحري طالبي يرحمه الله

د. ضيف الله مهدي
الأستاذ محمد بن علي بن إبراهيم طالبي آل عطية يرحمه الله
من مواليد محافظة بيش عام ١٣٧٩هـ
درس الابتدائية في المدرسة الجندلية ، مدرسة بيش الابتدائية والمتوسطة بمدرسة بيش المتوسطة ، وأكمل الثانوية .
ثم التحق بشركة الكهرباء عام ١٤٠٠ وكان يومها قد تم افتتاح مكتب لوحدة الكهرباء في أواخر أو منتصف عام ١٣٩٩هـ .. وتوظف بها الكثير من أبناء بيش وواصلوا دراساتهم أيضا .
وتوفي وهو على راس العمل أثناء تكليفه بمهمه خارجية له يوم الأحد الموافق عام ١٤٠٩/٧/١٣هـ .
يقول ابنه البكر الشاب المحبوب من الجميع علي : “توفي والدي رحمة الله وأنا في عمر الرابعة ، ولكن إلى هذه اللحظة كل ما أقابل أحد من أقرانه يثني عليه بالخير ويذكر لي ويعدد محاسنه رحمة الله .. كان رجل اجتماعي ويحب الخير ومساعدة الآخرين ومشارك مع الجميع في السراء والضراء وإن شاء الله أني أسير على خطى والدي رحمة الله عليه “.
الأخ بحري ، وهو الإسم الذي اشتهر به من سني وعمري ، وتاريخه كما في البطاقة ليس صحيحا كما يبدو لي لأني من مواليد ١٣٨٢هـ كما أني درست قبله الإبتدائية .. حتى ختاننا كان في أسبوع واحد وذلك عام ١٣٩٧هـ .
عندما نجح في الكفاءة المتوسطة ، كانت شركة الكهرباء في بيش تطلب موظفين فالتحق بها . وكنت أنا في الثاني الثانوي ، وكما يبدو لي أن للأخ إبراهيم عكفي زميلنا أيضا تأثير عليه فقد التحق هو بشركة الكهرباء وكان مقر الشركة بالقرب منهم أو جيرانهم وحتى إبراهيم نبغ في اللغة الإنجليزية من خلال احتكاكه مع الكوريين الذين كانوا في شركة الكهرباء .. لكن إبراهيم بعد نجاحه في الكفاءة ترك الشركة وواصل دراسته في المعهد الصحي.
الأخ بحري الذي في فترة كان جارا لنا وسكنت أسرته بالقرب منا في بيوت للوالد جِبْرِيل عبادي رحمهم الله جميعا وكنا نصلي سويا ونذهب المدرسة سويا حتى نذهب سويا في السيارة فقد كان يسوق .
عندما ذهب الأخ محمد أبو هادي يرحمه الله وعلي عبادي يدرسان في بريطانيا وأنا في أبها وعبده فارس في جدة يدرس وعلى وشك التخرج أو تخرج ، كنّا تفرقنا الحقيقة ولَم نعد نجتمع إلا نادرا ، ولكن بعدما يروح محمد أبو هادي وعلي عبادي يقضيان إجازتهما السنوية وتكون مصادفة لعطلة الربيع عندنا نجتمع ولا نفترق وكل يوم نتغدى عند واحد في بيته ( عزومة ) يوم عند عبده فارس ويوم عند بحري ويوم عندي ويوم عند محمد أبو هادي ويوم عند علي عبادي ويوم عند مناجي أخو محمد أبو هادي يرحمهم الله جميعا ، ويوم عند موسى مصبح ويوم عند عبد العزيز أبو هادي في قرية الملحاء ، ويكون يوم يوم لا مثيل له .
ومضت الأيام ولقاءاتنا مستمرة وفِي عام ١٤٠٩هـ كنت قد أنتقلت من مدرسة المطعن إلى ثانوية بيش ، وفِي يوم جاء طالب يدرس بالصف الأول الثانوي وهو من طلابي كان في المطعن ويسكن في المطعن واسمه مفرح يحيى محمد سلطان نهاري جاء لمدير المدرسة الشيخ محمد يحيى فَقِيه يرحمه الله يستأذن في الخروج ويحلف للشيخ أنه آخر يوم يستأذن ولن يعود يستأذن مرة أخرى فأذن له في الخروج وأظن الساعة التاسعة صباحا ومعه سيارة كرسيدا موديل ٧٩ أظنها أو ٨٠ وهو باقي ما يسوق جيدا ، وصادف أن التقى بالأخ بحري وكان قد خرج في مهمة خارجية وانتهى منها وكانت سيارته قد تعطلت وهي في الورشة أظن يصلحها فركب مع مفرح ذاهبا لمقر شركة الكهرباء في غرب قرية المطعن المقر الحالي لها وبعد الشريعة بشوية شمال محطة التسامح عند كوبري طاهر علي وقع حادث تصادم بين مفرح ووالد ناصر بحري وكان الحادث شنيعا توفي مفرح والأخ بحري في الحال .
الشيخ محمد يحيى فَقِيه يرحمه الله أرسل لي الفراش وكنت في غرفتي في المدرسة فذهبت إليه فقال : أتصل بي عبد الله دحيقي الله يرحمهم جميعا ويقول وقع حادث عند الشريعة وفيه طالب من مدرستنا ، روح عين في المستشفى لا يكون الطالب مفرح الذي أستأذن قبل شوية ، ومعه برضه يقول ولد علي إبراهيم طالبي .
رحت المستشفى قسم الطوارئ فوجدت إبراهيم عكفي خارج وعيونه تسيل بالدموع وسألته فقال لي بحري مات وشاهدت والد بحري وأمه رحمهما الله أيضا في حالة يرثى لها ودخلت ووجدت بحري ومفرح على الكراسي مغطين وقد فارقا الحياة !
عدت للمدرسة وأخبرت الشيخ وأنا في حالة ذهول فقد التقيت ببحري قبل يوم مرتين مرة في الشارع ومرة في الملعب وكان يحمل ابنه علي وهو ابن أربع سنوات .. وعلي تبارك الله ما شاء الله اليوم هو *مدير إدارة مكافحة نواقل المرض والامراض المشتركة بمحافظة بيش* .
الأخ بحري له معزة ومكانة عندي وعند الكثير والكثير بكاه ذلك اليوم حتى أمي الله يرحمها كانت في البيت وتبكي عليه وعمتي آمنة الله يرحمها أم محمد أبو هادي كانت تبكيه .
شاركت بحري يوم عرسه وزواجه وحمله وشاركت بحري عزومته عام ١٤٠٧هـ بعدما أنتهى من بناء عمارته ، وما كنا ننقطع عن بعض وشاركني فرحتي يوم زواجي وحضر العزومة وكان فرحان لي كثير وعندما أصبت ودخلت المستشفى ١٤٠٦هـ كان يزورني ولما نقلت لمستشفى الملك فهد كان يأتي للوالدة خصيصا يسأل عني ويسليها رحمه الله .
كان بحري محبوبا عند الجميع وكان بارا بوالديه وكان مخلصا في عمله .. سنوات جميلة قضاها في خدمة وطنه ومجتمعه رحمه الله رحمة واسعة وجعله من أهل الجنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى