بقلم / أ. عائشة احمد سويد
وقفت سيارتي أمام المدرسة ولفت إنتباهي أبً يحمل ابنته ليضعها في الكرسي المتحرك لتقودها إحدى رفيقاتها إلى داخل المدرسة ، تجاوزت نظرتي هذا المشهد لأغوص في أعماقه وتألمت جدا لمشاعر ذلك الأب والذي كان على أناقة هندامه يحمل ابنته ليضعها في الكرسي المتحرك ليعود إلى سيارته بآلامه تجاه طفلته الصغيرة ..
تذكرت صور العنف بأنواعه والتي يتعرض لها الكثير من الأبناء والبنات في مجتمعنا ، فلا يسمع الأبناء والبنات إلا عبارات تصفهم بالحيوانات وغيرها مما تسمعونه والضرب المهين والجارح والكاسر للكرامة التي تٌبنى عليها الشخصية حتى في الأماكن العامة ، حتى أن البعض يتعامل مع ابنائه وكأنهم املاك خاصة ويزيد الوحل عفانة عندما تجد من يتحدث ويقول لك ” لادخل لنا ابنهم أو ابنتهم وهم أحرار ” .
قد تجد من يبرر ويقول مللنا من عبثهم واتعبونا ولا يستمعون لتوجيهاتنا ؟؟؟؟؟ جميل جدااا ..
من رباهم ، من علمهم ، من وضعهم في المحيط السيء الذي اكتسبوا منه كل شيء لايروقكم أليس ” أنت ” الوالدان !!! من أين جاؤا بما جاؤا به .. ونأتي ونحاسبهم .. ياسلام .. منتهى الجور !!!!
في ذلك المشهد تناثرت مشاهد كثيرة غالبها إن لم يكن جلها موجعة تجعلني اطرح تساؤلات عدة لعلي بها أوقظ من ماتت مشاعرة تجاه نعمة الأبناء والبنات وأقول لهم أحمدوا الله أن ابنائكم بخير ومتعافين وإحذروا من جعلهم معاقين بطريقة تربيتكم وتعاملكم معهم وتذكروا ” وقفوهم إنهم مسؤولون ”
هم زهرة الحياة الدنيا فلا تجعلوهم اشواك أول من سيتأذى بشوكها أنتم ..؟!!
مريرة هي مشاعر الوالدين حين يكون لديهم طفل معاق فهم يعيشون الألم في كل لحظة في سبيل اسعادهم وتخفيف آلامهم وصناعتهم لمواكبة المستقبل والذي قد يعيشونه بمفردهم ويتمنون لويدفعون عمرهم ثمنا فقط ليكونوا بخير .
تذكروا دائما أن ابناؤكم بخير واحمدوا الله فإن النعم إن لم تشكر استحالت إلى نقم .
عائشة بنت احمد سويد .
جازان