عندما تزدحم الذكريات وتحتار النفس ويثقل الفكر ويغلب الخمول وتحن النفس لشيء ما وتظهر بعض الأشياء حاضرة امام العيان فمنها المناسب ومنها المحبب ومنها المؤلم وهذه اللحظات الاختلاء
نحتاجها من حين لآخر لتجدد النفس نشاطها وتستعيد حيويتها وقوتها بعد تصفية الذهن وربما تظهر اشياء تتمنى لو دامت او عادت لتعيشها من جديد انها الذكرى الجميلة
وأحياناً تحتاج لوقفات مع النفس لمواجهتها وتقويمها وتقويتها امام المتقلبات للعبور لبر الأمان دون ان يترتب على ذلك خسائر او اخطاء، وأحياناً اللحظة الصادقة هي التي تخلوا فيها مع النفس عندما تحدثها ذلك الحديث السري وتحاورها ذلك الحوار الودي وتكون الكلمات على انفراد دون ان يشعر بك أحد تصغي لنفسك وتسمع لقولها فحينها تعيش لحظات خيالية فيها الطرح الصريح ينبثق من الأعماق وربما تكون من اثمن اللحظات عندما تبوح النفس بما فيها وربما ما يؤرقها وربما ما يفيد أيضا لتعيشه وتعايشه
وهذا الامر من امور تطوير الذات وتأطيرها في الإطار الصحيح والسليم
فعندما تحدث نفسك تشعر براحة نفسية جميلة وتحرك الراكد وتنفض وتغسل ماعلق وكدر وآلم واثقل الكاهل فتخفف ذلك الحمل وتلك التراكمات
الخلوة بالنفس هو الردار الجاذب او الموجه للنفس في تحقيق الرغبات والتقاط النفس وهي الحث المعنوي والمادي للوصول للهدف
ومنها الرقابة او الرقيب الذاتي واليقين وما ينعكس على التصرف الشخصي او مايسمى بردة الفعل
ومنها الشعور بالوحشة والظلمة والغربة أحياناً وهذا من السلبية فتحتاج النفس للمواجهة والتحفيز على تجاوز تلك المعضلة ويحتد الصراع النفسي السلبي والايجابي ليتغلب احدهما على الآخر وهنا تتدخل المراقبة الذاتية وهي الفيصل في الأمرين
وأين يكون المخرج والتماس الطريق الصحيح والسليم وهنا تبرز المراقبة الذاتية ومحاسبة النفس ومجابهة المخاطر والزام النفس لاتباع الخطوات الصحيحة
ومنها أيضا الأحلام واتساع تحقيقها فتتوهج في قرارة النفس ويزداد الشغف والرغبة الجامحة في تحقيق هذه الأحلام او بعضها
واخيرا ذروة الخلوة وأعلاها وأجملها عندما تخلوا بنفسك مع الله تحاسبها وتذكرها بالله ومراقبته في السر والعلن
اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها والهمنا الصواب في القول والعمل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم الى يوم الدين. 3/10/2022
✒️علي جرادي المطربي
0 63 دقيقة واحدة