الكاتبة/أحلام بكري
…………………….
مُلقى على أريكة ، كنعومة ريش الحمام ..!
مؤذية كشوك صبار..!
بجسد مهترئ ، متهالك الروح..
.
كالعادة مترقبة هاتفها الخلوي..
علّ ذلك المغترب عن عينها ، الحاضر بقلبها ؛ يتصل لتهدئة ثورة اشتياقها
وإطفاء لهيب عطشها..
زاد عداد سنوات غيابه ولم يكفّ عن طموحه المتزايد كمؤشر بورصة مالية..
من ماستر لدكتوراه لزمالة ،، وغيرها..
.
تاركاً خلفهُ تلك الأم الصغيرة الوحيدة
تُسامر الليالي وترقب الهاتف ؛ علّه يتعطف ويحنو قلبه ويهاتفها..
.
أهدرتْ صِباها وأضاعت شبابها وهي تبني في تلك الشخصية الصغيرة حتى ترعى ينعها وتقطف ثمرتها عبر الزمن..
.
هاتفها ذات ليلة قائلاً لها:
إن كان في المساء شغف
فحباً في الصباح ، اشتقت لك يا أمي..
ابتسمت قائلة لهُ:
مغتربة ولا شيء يشعرني بالانتماء
سوى حسّك والكلمات التي تسكبها في قلبي ، جود بها عليّ كوطن يحتضنني..
.
قال لها متعجباً:
أمي أنا المغترب وأنت في قلب الوطن ودفئهُ..!
قالت ساخرة :
لا لا ، في بُعدك أصبح الوطن غربة
والبعُد عن عينيك منفى ياصغيري..
قال :
أصبحت أحمل الشهادات العليا ومازلتي تريني صغيراً..
.
قالت له:
متى أراك ياولد..؟
الفقد يعبث بكياني..!
وأنت تعلم أنك
تصنع سعادتي
تتحكم بمزاجي
بك يستقيم اعوجاجي
وتتفتح مغاليقي
تُضيء عتمة روحي
تأنس وحشة قلبي..
حبيب وصغيري ؛ لا تتأخر أكثر من ذلك ، عُد لي سريعاً وانتشلني مما أنا به من الوحدة والوحشة..
قال لها :
حاضر يا أمي ، على عجالة من أمري
سآتي..
استأذنكِ الليلة فلدي عمل كثير..
.
( أغلقت الهاتف وترقرقت قطراتِ من عينيها ، وأطلقت تنهيدة عميقة من صدرها ، وما إن هدأت ؛ سمعتْ وقع خُطى وقرع باب حجرتها ، نهضت من أريكتها والتفتتْ صوب الباب ، فإذا به متمثل أمامها)
قائلاً لها:
ألم أقل لك على عجالة من أمري سآتي..
( اندفعت نحوه معانقة لهُ ، بغير ادراك أو شعور)
هامسة في صدغيه وهي تبكي:
أتمتم بها دوماً
متأصل بأعماقي
أحبك أنت يا صغيري..
قال لها:
أمي لا تبكي فقد عُدت..
الدنيا لديّ
ضيّها
لمحة عيونك..
……………………………….