شعر وخواطر

تحليل ادبي لقصيدة هل تعود بقلم الأديبة نجاة خيري

 

القصيدة * هل تعود *
للشاعر حسن الأمير
التحليل الادبي للأديبة
الأستاذة نجاة خيري

*هل تعودُ*
تعود الشمس يا فجري تعود
وفي أحضانها مسكٌ..و عودُ
وبالبشرى تجود وهل صحيحٌ
ستصدقُ في مودتها الوعودُ
ستأتيني الأماني صاغراتِ
وشاهدنا على ذاك الوجودُ
و تمطر مثل مزنٍ من سحابٍ
و ذاك الغيم باللقيا يجودُ
تميس بخطوةٍ فتصيح أخرى
كأنّ الأرض تفرشها الورودُ
وقد تبكي الورود بلا دموعٍ
لأنّ الدمعَ يا فجري عنيدُ
فهل خلٌّ يدوم على ودادٍ
بعيدٌ ذاكَ يعلمه الفؤادُ
ولكن الصباح يحنُّ دومًا
و لا ذكرى تجودُ فلا خلودُ
قليل الماءُ ينفع شاربيهِ
و نفس الماء يقتل من يزيدُ
تعالي و انفضي حلك الليالي
لعل سناكِ طلعتهُ تُفيدُ
و قولي من حنايا القلب شهدًا
ليسمع قولك الذاكي الشهيدُ
دموع القلب قد سكبتْ ليالٍ
فيا فجري تكلمْ هل تعودُ !!
——————
التحليل الادبي ✍️ نجاة خيري

التساؤل هل تعود؟!

(الشمس.. تمطر.. مزن.. سحاب.. الغيم.. الارض.. الورود.. الماء..)
رمزية الطبيعة التي تعطي القاريء إيحاء بتعلق الشاعر/ حسن الأمير و تأثره الشديد بها.

يخاطب الشاعر الفجر في لفظة (يافجري)
تجسيد الشمس وكأنها الحبيبة المنتظرة و التي ستأتي في أمل الشاعر معطرة بعطور المسك و العود التي تدل على شرقية الشاعر من خلال ذكر هذه الانواع العربية المعتقة من العطور.. كما توحي ايضا الأصالة و الكرم..

في البيت الثاني
الشاعر يتأرجح بين الأمل و التساؤل.. يظهر هنا حماس الانتظار و شغف العودة..

وفي البيت الثالث
يكاد يجزم وبكل فخر و اعتزاز وهو يصور الأماني كيف ستأتي راغمة.. وتتجلى هنا ثقة الشاعر و هذه تشكل انتقاله سريعة بين حال الحيرة و التساؤل في البيت الثاني و بين حال الثقة و الجزم في البيت الثالث.

في البيت الرابع تشبيه بالقدوم الماطر السخي المنسكب مثل مزن من سحاب يهطل و ينسكب باندفاع ومازال الشاعر هنا يستخدم رمزية (الغيم) الذي سيجود هو ايضا باللقيا الماطرة..

في البيت الخامس يتغزل الشاعر بوصف خطاها التي تميس ثم تصيح الأخرى وفي هذا المشهد الغزلي وكأن الأرض تبتهج بهذه الخطى فتفترش بالورود استهلال و حبور و احتفاء..

في البيت السادس
ذكر الشاعر( تبكي الورود) بعد عرس الارض بخطواتها التي تميس وهذا الانتقال المفاجيء في مزاج النص ينعكس بشكل مباشر على عواطف القاريء فيصبح أكثر تاثرا و تاثيرا بالنص لانه يثير لديه تساؤلات..
ياترى هل عاد الشاعر مجددا للحيرة و التساؤلات مثلما استهل النص بها؟!
تجلت الحكمة في منتصف القصيدة و التي اضفت جمال متفرد حين قال الشاعر :
قليل الماء ينفع شاربيه
و نفس الماء يقتل من يزيد
و الحكمة ضالت المؤمن كما يقولون..
لم تكن التسآؤلات إلا نصيب هذه القصيدة أولا و ختاما وهي لاشك تصف حالة المنولوج الداخلي الحائر للشاعر حين ختمها بسؤال الفجر حين قال
فيا فجري تكلم هل تعود؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى