مقالات مجد الوطن

التوعية بسرطان الثدي 

 

لم يكن حلماً ما مررت به

إنها رحلة صارت قصة من الماضي

حب و نبض و وجع

بدايتها عندما أخبرني الطبيب بأنني مصابة بسرطان الثدي

تفأجات لحد الذهول فلم يكن عندي على حد علمي تاريخ عائلي ولا أحد

قد أصيب به قبلي

لم أرد السفر للعلاج في الخارج

فالفكرة لم تكن واردة في خاطري و لم أرتاح لها فأنا بحاجة لدعم أسرتي وقلوبهم ودعواتهم لعبور هذه الرحلة

انهمرت دموعي و أنا أردد هل فعلاً أنا مصابة بهذا المرض الذي لم نكن نتجرأ على ذكر أسمه

الناس تعيش خسارات و تحديات و أنا اتفقت مع طبيبي

ألا أستسلم لهذا القدر و أمشي في درب الجراحة و المعالجة و الشفاء

أحاسيس و مشاعر متضاربة

انتابتني حالة من الذهول رافقتني

و أنا اتنقل بين الفحوصات و الأشعة إلى أن تم العمل الجراحي

تجاذبت الحديث مع زوجي بعد التأكد من النتيجة

فأبحرت في عقله و خلجات قلبه

و خففت من هواجسه

وقلقه

أخبرت أولادي و أمي و أخواتي

وبين حزنهم و خوفهم و بين مشاعرهم الحساسة تجاه الموضوع

بذلت جهدي لأبتسم في وجههم

من بالغ الأهمية أن نؤمن بقضاء الله

و قدره خيره و شره

ومن الحكمة أن نستفيد من الثورة العلمية التي تطورت عبر السنين

و رسخت فكرة أن العلاج مع الإيمان

و الصبر سبب لأنجو من هذا الإمتحان

تعاملت مع عواطفي و أفكاري ووجداني بجدية

و سألت طبيبي الجراج هل هناك أمل

و هل الشفاء مضمون

أجابني لا شيء مضمون لكن الحياة تستاهل التجربة

نعم الحياة مع أولادي تستاهل التمسك بها و مقاومة المرض

قبل الجراحة التف حولي المرحوم زوجي و أولادي وأمي و أخواتي و بعض الأقرباء

كم نحن محظوظين بالحب

يغمرنا لدرجة الأمل

وأنا على السرير أتأمل السقف

وقلبي يلهث بالدعاء

يارب لو الحياة خير لي أحييني

و لو الحياة شر لي فأمتني على دينك

أنا أحب أولادي يارب

و أحب أن أبقى معهم

رحلة من الأمل و الألم بلغت ذروتها

عندما سقط شعري بأكمله

شعري الذي كان ينساب على كتفي

و يحيط بنعومة بوجهي

ليس هناك وصف يترجم مشاعري إلا كلمة الحمد الله أولاً و أخيراً على هذه المحنة جعلها الله في ميزان حسناتي

كل مرة أذهب للمشفى لتناول العلاج أخذ معي صور أولادي

أتآملهم و أدعو لنفسي و لهم

كان قلبي بين الخوف و الرجاء واجف يرتعش من الحزن و أنا أرى أولادي قلوبهم وارفة تحمل همي

كنت أنظر في المرآة وابتسم وأنا في حالة وهن

كم دعيت الله بكل شيء و لم يخطر ببالي أن الصحة

أغلى شيء

عندما بدأت العلاج كان الطقس بارداً ووزني بدأ يتناقص و وجهي مال للشحوب ومع ذلك لم أفقد إيماني للحظة أن الشفاء قريب بإذن الله

رغم ضعف النور في آخر النفق

في هذه المرحلة

إلا أنني صبرت

و حتى لم يكن عندي ردة فعل عندما فقدت شعري الطويل الأشقر

لملت خوفي و اكتسى وجهي سحنة من الحزن بالإضافة إلى ضابية غامضة لم أعرفها من قبل

يا الله هل أنا في غاية السرور أم في غاية الحزن … لأنك تسمعني

نحن أسرة متوسطة الحال

تؤمن بالعلم

زوجي موظف و أنا مدرسة أطفال و ربة منزل

كبرت عائلتي بالغربة بالتدريج و أن أتيت من أسرة مؤلفة من أب و أم و أربع بنات

عشت في بلاد مختلفة

تعلمت منها الكثير

أفدت و استفدت

كل بلد ترك في نفسي الكثير من الحب

و أنا تركت بصمة

تعلمت بالغربة دروس الحياة و تعلمت أن أعمل بجد و أساعد الناس في جميع نواحي الحياة

الناس تحب أن يتم تشجيعها

 

لكي تكون بحالة أفضل وهذا ما كنت أطبقه لتحسين العلاقات مع الجميع ومع أنفسهم لتعم السعادة و الإيجابية

بذلت جهدي بعد الشفاء لأنشر الوعي حول الكشف المبكر الذي يساعد بنسبة كبيرة على الشفاء

مرحلة تعلمت منها الكثير و سأتحدث عنها دائماً

خلال فترة العلاج داومت على قراءة القرآن و الأدعية و القصص

فترة العلاج طويلة و مؤلمة واستفدت من القراءة

لا شك أولادي دعموني بحب و هم زهرة عمري

الصبر له فوائد جمة و عَرفت أنني مسؤولة عن نفسي وعن حياتي و عن سعادتي و مكانتي وفي الحقيقة

نحن نضعف أمام المرض و نقوى بالصحة فعلينا الأعتناء بأنفسنا جيداً

كل ماعلينا أيضاً أن نتذكر من كان معنا خلال هذه الرحلة

أمي و أخواتي و دعواتهم

كانت تهمهم حياتي و أنا

تهمني سعادتهم

كلنا نستطيع أن نعيش التحدي

ولذلك لازلت أتحدى الظروف فأنشر الإيجابية و تطوير الذات

لأساهم في نجاح الأفراد و المجتمع

 

ندى فنري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى