✍🏻 الباحث – محمد الرشيد
بات مصطلح الحوكمة في السنوات الأخيرة يتكرر كثير لما له من دور في تحسين أداء المنظمات لذلك بدأت مختلف الدول تدرك الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الحوكمة في ترشيد استغلال الطاقات والموارد مما يؤدي الى تحقيق الأداء المتميز لهذه المنظمات ونظراً للأثر الإيجابي الـذي حققـه تطبيـق معايـر وممارسـات الحوكمـة فـي الشـركات المسـاهمة علـى وجـه التحديـد فـي حمايـة حقـوق المسـاهمين والمسـتثمرين، ولوجـود التشـابه بيـن نماذج العمـل بيـن الشـركات المسـاهمة ومنظمـات القطـاع غـير الربحي مع اختـلاف الهـدف في القطاعين انطلقت فكرة تطبيق أنظمة الحوكمة على القطاع غير الربحي. من خلال وضع المعايير والأنظمة التي تضبط حوكمة المنظمات الغير ربحية وتقييم أدائها من خلال التزامها في تطبيق هذه المعايير.
أحد أهم مقومات نجاح المنظمات الأداء المالي وان حوكمة المنظمات هي أداة لوضع المنظمات في المسار الصحيح من خلال تقويم الأداء المالي وقياس مدى تحقيق العوائد المالية والمصروفات وهي جزء هام من العملية الاستراتيجية، فالأداء هو النتائج التي تحاول المنظمات الوصول اليها فكلما كان الأداء المالي جيد كلما حققت المنظمات اهداف ذات المدى البعيد بصورة افضل، فحوكمة المنظمات تساهم في تحسين الأداء من خلال مبادئها وألياتها التي تعمل كنظام فعال للمنظمات وتطبيقه بصورة جيده يساهم في تحقيق الإفصاح والشفافية والحد من الفساد والغش وبالتالي تحسين الأداء المالي للمنظمات مما يجعلها أطول عمراً واكثر تواجد ، ولكن لابد للمنظمات الحرص على تحسين مستوى ممارسة الحوكمة فيه والتزام المنظمة باللوائح التنظيمية والقوانين التي تساعدها للاستمرار في تحقيق أهدافها .
كما تتمثل حوكمة المنظمات غير الربحية كأداة فعالة للمراقبة على المنظمات من خلال اليات الحوكمة والمراجعة الداخلية لتقييم أدائها المالي وكون هناك ارتباط عالي بين تطبيق الحوكمة في المنظمات وتحسين الأداء المالي لهذه المنظمات فدور الحوكمة في تحسين الأداء المالي للمنظمات يكون من خلال مجموعة الأمور من أهمها: –
زيادة فرصة الوصول لمصادر تمويل جديدة
ان التطبيق السليم للحوكمة من شأنه أن يؤدي الى زيادة فرص الممولين الجديد فالإفصاح المحاسبي للقوائم المالية يزيد من موثوقية الممولين وكذلك اشراك الممولين وأصحاب المصلحة بالتقارير المتعلقة بصرف الأموال يزيد من احتمالية المشاركة في التمويل لا سيما إذا توافقت الرغبات المشتركة بين المنظمة والممولين
زيادة قيمة المنظمة
فممارسات الحوكمة لا تأدي الى زيادة الممولين فحسب إنما تؤدي كذلك الى ارتفاع قيمة المنظمة وميل الممولين الى الدفع بشكل أكبر للمنظمات التي تمتاز فيها الحوكمة بفاعلية فقيمة المنظمة رأس مال خفي له الأثر الكبير في نمو وتطور المنظمة مما يؤدي الى الاستقرار وبقاء المنظمات
تخفيض المخاطر والأزمات
ان حوكمة المنظمات غير الربحية تعد وسيلة رقابية فعالة ، من شأنها الكشف بل تجنب الاختلالات الهيكلية في المنظمات اذ ان مبادئها تعمل على تجنب الازمات المختلفة قبل وقوعها فهي علاج حقيقي ووقائي للمنظمات وتساعد حوكمة المنظمات على تجنب الازمات المالية وتساعد على استقرار المنظمات ماليا فقصور حوكمة المنظمات وضعف الرقابة على اداء الادارات بالمنظمات يؤدي الى تفاقم مشكلات الإدارة مما يساهم بشكل كبير في حدوث تلك الازمات للمنظمات ، وهو ما يمكن ان تعالجه حوكمة المنظمات لمساعدة تلك المنظمات على تجنب الازمات المالية
الحوكمة المحاسبية وضبط الأداء المالي
إن التطبيق السليم لمبادئ حوكمة المنظمات يشكل المدخل الفعال لتحقيق جودة التقارير المالية والمعلومات الناتجة عنه وبالتالي تحسين الأداء المالي بها، فتطبيق هذه المبادئ يؤثر على درجة ومستوى الإفصاح المحاسبي مما يؤكد على أن الإفصاح والشفافية وظاهرة حوكمة المنظمات وجهان لعملة واحدة يؤثر كل منهما بالآخر ويتأثر به، فإذا كان الإفصاح هو أحد وأهم مبادئ الحوكمة فإن إطار الإجراءات الحاكمة للمنظمات يجب أن يتم الإفصاح عنها بأسلوب ومعايير الجودة المالية والمحاسبية، كذلك فإن الأثر المباشر من تطبيق قواعد الحوكمة هو إعادة الثقة في المعلومات المالية نتيجة تحقيق المفهوم الشامل لهذه المعلومات باعتبار أن المعلومات التي تنتجها التقارير المالية هي من أهم الركائز التي يمكن الاعتماد عليها لقياس حجم المخاطر بأنواعها المختلفة مثل : المخاطر المحيطة ومخاطر السيولة فضلا عن دورها في عملية التنبؤ، كما أن التقارير المالية تؤثر في قرارات الممولين بإمدادهم بالمعلومات عن المنظمات بهدف دعم وترشيد تلك القرار