لا أعرف الفترة بالتحديد التي مرت على هذا الجوال وهي محتفظة عليه بيد انه من النوعية التي تحمل ذاكرة منفصلة؛ لهذا أخذتها وركبتها في منفذ مدمج لبطاقات SD في جهاز الكمبيوتر، وقد نويت على نسخ ما بها من ملفات وفيديوهات وصور.. وفي تلك اللحظة تركتها تنسخ ريثما أكمل كتابة.
“أنتِ بعيدة عليه.. لن تكونين له لا في الحلم ولا في الحقيقة.. أتسمعين؟” هكذا قالت (أم قناعة) لابنتها. خرجت (قناعة) فيما كان جنون الحب والزواج يهيم بقلب (المنصدم) الذي دار في فلكه. تنبهت (قناعة) وهو ينظر إليها بلهفة وقعت عينيه على عينيها فطار قلبه فرحًا، وقال لها: “ما قالته لي عمتي أم قناعة -أمكِ- كان هو الشيء الصحيح الذي يتوافق مع فطرتنا السوية.. وأنا جاهز من أجل أن أثير انطباعًا حقيقيًا بين الناس”.. ثم تبسم وسألها: أخبريني هل أرسلتِ لي عصفورة الود تطلبين لقائي؟ يااااااه لكم أحبك”.
انفتحت عينا (قناعة) في دهشة وأغلق صدرها في ضيقة ورجعت إلى البيت، فسألتها أمها:
– ما بكِ عدتِ؟
– قابلت الهائم ابن المعذب عريس النحس في الخارج.. كان السير أمامه أمرًا مستحيلًا.
– آه هكذا الأمر إذن؟
– نعم.. وقد تركته قابعًا أمام الباب.
– خيرًا فعلتِ.
سعت (أم قناعة) مباشرة إليه، فقام بشرح موقفه، فقالت له:
– فهمت.. ولقد اتفقنا ان تتوقف عن هذا الأسلوب وتأتي في الإجازة لخطبتها، يوم الخميس، ما رأيك هل هو يومًا مناسبًا لك؟
سكت الاثنان وتكلم صوت الفرح القادم من أعماقه.
قال لها: نعم.. نعم.. إنه مناسبًا ومناسبا جدًا.. شكرًا لكِ لقد حصلت على ما أتمنى وأريد.
الروح/ صفية باسودان