د . ضيف الله مهدي
الشيخ الأستاذ زيد بن عبد الله خواجي ، يمتد به النسب الكريم حتى سيدنا أمير المؤمنين أبا السبطين الحسن والحسين الخليفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ورضي الله عنه وأرضاه وكرم وجهه .
من مواليد قرية السلامة العليا في عام ١٣٨٩هـ .
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الحسينية عام ١٤٠٠هـ ، وانتقل مع أسرته إلى قرية السلامة العليا وأكمل المرحلة المتوسطة عام 1٤٠٣هـ ، وكان مدير المدرسة آنذاك القائد الشيخ الأستاذ حسن السبعي حفظه الله .
ثم انتقل إلى ثانوية بيش ودرس بمعهد إعداد المعلمين وكان مدير الثانوية شيخنا الفاضل الأستاذ محمد بن حسين هجنبي الشماخي حفظه الله وتخرج في المعهد في عام ١٤٠٦هـ .
ثم تعين معلماً للمرحلة الابتدائية في مدرسة النقاش الابتدائية ، وبقي معلما بها خمس سنوات ثم انتقل إلى مدرسة السلامة العليا الابتدائية في عهد إدارة الأستاذ محمد بن صالح جوحلي حفظه الله صديق الجميع .
وعندما كان معلما في مدرسة السلامة العليا أكمل دراسته الجامعية منتسباً في كلية الشريعة – فرع جامعة الإمام محمد بن سعود في أبها وتخرج فيها عام ١٤١٩هـ ، وحصل على درجة البكالوريوس – تخصص( عقيدة ومذاهب معاصرة ) . وواصل عمله معلمآ للصفوف الأولية بمدرسة السلامة العليا . ثم وصله خطاب لحضور دورة تدريبية لمدة أسبوع في صبيا ( برنامج التقويم الشامل ).
وأصبح هو المسؤول عن التقويم الشامل في المدرسة ، وبعد ذلك زار المدرسة فريق التقويم الشامل بإدارة التعليم وبقي الفريق في المدرسة أسبوعا كاملا كعادته في الزيارة . ثم بعد ذلك طلب مني الفريق الحضور والمشاركة الفاعلة معهم في زيارة بعض المدارس فلبى طلبهم وبعدها وصله خطاب وفيه طلب حضوره للمقابلة الشخصية في إدارة التعليم بصبيا ليكون مشرفا قسم التقويم الشامل . واستشار واستخار ثم وافق وحضر المقابلة الشخصية ونجح فيها وتم اختياره مشرفا للتقويم الشامل في مكتب التعليم بمحافظة بيش وكان ذلك في عهد الاستاذ عبدالله بن عيسى الشاجري نعم المربي والرجل الخبير المحب للجميع . وبعد انتقاله للعمل في الجودة الشاملة حضر العديد من البرامج والدورات التدريبية المتنوعة وكان التقويم الشامل في تلك الفترة بقيادة الاستاذ علي حمادي زايد الرجل الخلوق وفقه الله ، وقد شارك في عدة دورات وبرامج داخل وخارج المنطقة بعضها كان في المنطقة الشرقية ومعظم الدورات والبرامج عن إدارة الجودة الشاملة وحضر بعض الدورات في مدينة الرياض وأخرى في محافظة جدة .. وحصل على العديد من الشهادات في حضوره العديد من البرامج وشهادات الشكر والتقدير .
ويقول الأستاذ زيد : ” بعد تقاعد الأستاذ عبد الله الشاجري من إدارة مكتب التعليم في بيش أصبح مدير مكتب التعليم في بيش الصديق الأستاذ أحمد أبو طالب صاحب الأخلاق العالية وكنت مع نخبة من الزملاء الفضلاء نواصل عملنا ، وفي عام ١٤٤٠هـ قدمت على التقاعد المبكر بعد رحلة عملية دامت أكثر من ٣٣ سنة عن قناعة واستخارة وشعور بالرضا والحمدلله “.
عندما تقاعد الأستاذ زيد خواجي والأستاذ يحيى مسدف ، كتبت :
هما المسك والعنبر ، هما أحلى حلا
هما جوهر ثمين .. هما كوكب دري في سماء التربية والتعليم .
الله ما أجملهما فقد منحهما كل الجمال الإنساني وليس بعضه !
اليوم كنت مشغول بطباعة بعض الأوراق فمرا علي قالا نريد أن نودعك فهذا آخر يوم لنا في التعليم عامة وفِي مكتب بيش خاصة قمت والدموع ستفضحني لولا أن خفف الله أحزان الفراق فقلت والله إنكما لخسارة كبيرة على التربية والتعليم وكم سيبقى المكان لا يشغله أحد ولا يملأ الكراسي من بعدكما أحد .. قامتان شامختان ، كم أزالا من العقبات وهما يقدمان كل ما في وسعهما وهما يبذلان الغالي والنفيس ولا أغلى من النفس أي نفيس ولا أغلى من العمر أي شيء .. الجميع ومن له علاقة بالتربية والتعليم سيشهد لهما ..
كنت أودعهما وأحدهما قبل رأسي خمس مرات حتى بدأت عيني تفرز الدمع .. لهما مكانة في قلوب الجميع ولهما محبة في قلوب الجميع حافظان لكتاب الله ومحبان للخير فوضع الله لهما القبول والحب في الأرض .. دعوني أقول في يوم وداعي لكما : يا أجمل من الجمال ومن هبوب رياح الشمال ، يا أجمل من جبل فيفا عند شروق الشمس ، والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس .. يا أجمل من أحلام الأمس ، ومن المناجاة والهمس والدندنة واللمس ، ومن جبال الحشر وقت الغلس ، ومن وادي لجب إذا احتجبت الشمس .
يا أجمل من جمال الوادي العملاق ( بيش ) إذا فاض ومن مياه سمرة السمار ، ومن قوز الجعافرة عند الغروب وعقب نزول المطر في هروب ومن عروج صبيا عند الهبوب .
يا أجمل من فل ردايم أبو عريش .. ومن شاطيء الشقيق في فصل الربيع ، وعيبان إذا ازدحم البيع .. يا أجمل من نسيم العارضة والحرّث وأغصان رملان والوادي والحوذان والشيح والريحان والبحر والغزلان .. لن أنساكما ما حييت أيها الشيخان الجليلان :
الشيخ زيد بن عبد الله خواجي ، والشيخ يحيى بن مسدف حامضي ..
اللهم ارفعهما مكانا عليا وامنحهما الصحة والعافية وزد وبارك لهما في عمرهما ومحبة الناس لهما .
وهكذا قدمت علما من أعلام بيش وأحد المربين والمعلمين وحفيد أمير المؤمنين الأستاذ زيد بن عبد الله خواجي ربي يمتعه بالصحة والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة .