يقول :جون سي ماكسويل
مفتاح التشجيع هو معرفة ما يمنح الناس الشجاعة ، وما الذي يدفعهم إلى العمل.
يجب أن نشجع ونبني ونقوي بعضنا البعض.
يخطئ كل من يعتقد أن التحفيز والتشجيع مقصور على فئة عمرية محددة، الجميع بحاجة إلى التشجيع الإيجابي بين وقت وآخر.
مثال على ذلك الموظف البسيط يحتاج دفعة من كلمات التشجيع وأن يسمع الثناء والإعجاب بما يقدمه من عمل
كل من يقوم بالإنجاز لمهامه الوظيفية يحتاج بين وقت وآخر أن يسمع الشكر والتعبير عن الإعجاب بما يقدمه من عمل .
في الأسرة إذا مارس الأب والأم دور المشجع والمحفز لأطفالهم النتائج ستكون مذهلة وسعيدة لهما .
نحن ننسى أهمية التشجيع مع مرور الأيام ومع تزايد المبادرات الجميلة نعتقد أن كل هذه الأمور الإيجابية معتادة أو روتينية ولا تحتاج وقفة تقدير، وهنا يبدأ الحماس في التباطؤ
و التراجع .
هناك من يعتقد أن الإكثار من الحوافز وكلمات التشجيع ستصبح مع مرور الأيام مستهلكة، أعتقد هذا غير صحيح ، فعندما يتفوق ابنك في المدرسة وتمنحه هدية تحفيزية
أو عندما يقدم موظفك إنجازاً وتمنحه علاوة أو مكافأة، كيف يمكن لمثل هذا التقدير أن يتحول لسلوك اعتيادي أو روتيني؟
تعمل عبارات التشجيع على تغذية عقلك بأفكار محفزة ، والتي قد يساعد تكرارها في كثير من الأحيان، على التغلب على الأفكار السلبية.
توصلت الدراسات أنه من ضمن عشرات الآلاف من الأفكار التي نتداولها كل يوم، يتسم ما يقارب 80% منها بالسلبية، وعلى ما يبدو أننا جميعاً بحاجة إلى سحر عبارات التشجيع .
إليك كيفية استخدام عبارات التشجيع التي لها تأثير فعال في الواقع:
قد تكون عبارات التشجيع شائعة جداً في عالم التنمية الشخصية اليوم؛ إلا أنها ليست شيئاً جديدا ، وذلك لأنها تعود إلى أوائل القرن العشرين؛ حيث لاحظ عالم النفس الفرنسي والصيدلاني، إيميل كو أنه عندما أخبر مرضاه عن فاعلية جرعة الدواء، حقق نتائج أفضل بكثير من عدم قول أي شيء على الإطلاق؛ حيث طلب منهم أن يكرروا جملة: “أنا أتحسن كل يوم بشتى الطرائق”، وقد جلب هذا الشكل من الاستطباب بعض النتائج المدهشة، ولكنه فشل مرات عدة؛ حيث علم إيميل أنه ينبغي أن تصدق ما تقوله حقاً لكي تنجح في الأمر؛ وذلك لأن قوة الإيمان هي ما تؤدي إلى التغيرات الملحوظة وليست الكلمات التي تتفوه بها .
لماذا يسبب استخدام عبارات التشجيع بالطريقة الخاطئة ضرراً لنا؟
لطالما واجهنا صعوبة في استخدام عبارات التشجيع ،فكلما حاولنا أن نقترح على أنفسنا شيئاً، ينتهي بنا الأمر إلى الشعور بأننا أسوأ ،فما هو السبب يا تُرى؟
لنتخيل معاً أننا تأخرنا عن تسديد الإيجار وأن رصيدنا في البنك تحت الصفر، فكيف ستشعر إذا كررت لنفسك إنك فاحش الثراء؟ هل ستكون سعيداً ومتحمساً، أم أن دماغك سيعيدك إلى الواقع الأليم بأنك مفلس؟
نكرر إن عبارات التشجيع تؤثر تأثيراً ملحوظاً في إعادة تشكيل أنماط تفكيرك إيجاباً :
إلا أنها قد تلحق ضرراً إذا لم تستخدم استخداماً صحيحاً، ومن ثم ينبغي أن نفهم أين ينتهي التفكير الإيجابي .
إليك كيفية استخدام عبارات التشجيع التي لها تأثير فعال في الواقع :
يجب أن تستخدم عبارات التشجيع استخداماً صحيحاً، بدلاً من السماح لها بتضليلك :
لذا كلما مررت بوقت عصيب، اكتب في يومياتك أن كل شيء سيكون على ما يرام .
وكلما أنجزت مهمة لم ترغب في القيام بها، قل لنفسك إنك فخور بما وصلت إليه وإنك تقوم بعمل عظيم .
وذكر نفسك عندما تنظر في المرآة بأنك جميل بطرق مختلفة، هذا هو السر الحقيقي في عبارات التشجيع ، فإذا لم تستطع أن تجد أية حقيقة فيما تقوله، ستجعلك العبارات هذه تشعر بالسوء .
لقد أكدت دراسة علمية في عام 2009 ذلك، عندما خَلُصت إلى أن تكرار عبارات التشجيع الإيجابية قد يفيد بعض الناس، ولكنه يعود بالنفع على أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، فإذا كنت مرتاحاً، ستُشعرك عبارات التشجيع بمزيد من التحسن، أما إذا كنت لا تعني ما تقوله ولا يتوافق مع نظرتك إلى نفسك أو العالم، ستزداد حالتك سوءاً.
الطريقة الصحيحة لاستخدام عبارات التشجيع:
يكمن مفتاح الحصول على فوائد وسحر عبارات التشجيع في الإيمان بها، فبدل أن تقول لنفسك أمراً معيناً بعيداً عن الواقع، ينبغي أن تبتكر جملة تكون أقرب احتمالية للتصديق .
مثال على ذلك: استبدل جملة: “لدي مليون دولار في البنك” بجملة: “لدي إمكانات وفرص غير محدودة ستساعدني على تحصيل ثروة مالية ضخمة”.
ينبغي أن تعلم أنه ما دمت تشعر بالحماس إزاء تكرار تلك العبارات لنفسك فالأمر يجدي نفعاً، ولكن عندما يتحول شعورك إلى الإحباط وخيبة الأمل أو الحزن، فالأجدر بك أن تجد عبارات جديدة وأكثر قابلية للتصديق، والتي من شأنها أن تحسن من شعورك.
الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة