✍️ حسن الأمير
الدهر بعدكِ بالأحلام قد عصفا
والعمر ناح على أيامه أسفا
و الصبح جاء بلا شمسٍ..فأذهلني
وجه الصباح عن الآلام قد كشفا
كان السحاب يُريق المزن في شغفٍ
يا أنتِ بعدك عاف المزن و الشغفا
هل ترجعين فؤادًا شفّهُ ألمٌ
و الليل حنّ لذاك البدر كيف غفا
مال الزمان على الأيام فابتسمتْ
خلف ابتسامتها من بؤسها دَنِفا
تلك السحابة في العلياء من ألمٍ
هلّتْ مدامعها علّ الدموع شِفا
يا أنتِ..إنّ ربيع الأمس يسألني
ما بال بدرك للود القديم جفا
ماذا أقول و صيف الدهر أجهدني
والشوق أرّقني والعمر قد نزفا
ماذا أقول و آهاتي مبعثرةٌ
و لا مجيب لدمع الليل إذْ هتفا
أقول ليليَ لا بدرٌ يسامرهُ
هبّ الظلام بذنب الليل واعترفا
أقول بدري عاف الليل من زمنٍ
و الليل أنكر..دون البدر كيف صفا !
كان الظلام سعيدًا يرتدي قمرًا
ويح الظلام أضاع القصد والهدفا
ليت الزمانَ خليلٌ كي ننادمهُ
لعل يرجع بعض الأمس إذْ سلفا
و إن أعاد لقلبي بعض بهجتهِ
فمن سيفتح قلبًا في الغروب غفا !!