الروح/ صفية باسودان
فتحت حجرة العمليات؛ لإجراء عملية جراحية لقلب طريح يئن و ينزف، فقد استل المحب سيف الغدر، وصوبه من الخلف، فحين أيقن إصابته تبسم له ابتسامة خبث، وقال:
هه.. أنت الذي خنت ذاتك وبعتها.
لم يستوعب كلماته الخانقة، فاحتياجه له أكبر. تسارعت نبضاته حتى انتفخت أوداجها محاولاً إلقاء الذات في أحضانه؛ ليحميها بين أضلاعه!
وقبل نجاح محاولة الاقتراب نحوه بثوان رفع أحدى قدميه، ثم ركله ركلة قوية حتى أوقف دقاته صارخاً فيه: أنت لصقه.. لا تفهم!
فعندما كانت تلك الأحداث تدور في ذاكرته، وهو في حالة غياب عن الوعي إلا منه. كان طبيب الغرام (الصبر) في محاولة دؤوبة لمعالجته، ولكن دون فائدة، فلقد كان القدر أسرع.
عند تلك اللحظة أكد للملأ وفاء الجرح وصدقه. عندما تذكر ما كان يردده على مسامعه دائماً: “أحبك وأموت فيك” .
بالفعل قتله الحب، وحوله إلى مقبرة؛ ليدفن الجرح فيه !