هذه رسالة طويلة، منتشرة في الوسائط، وتحمل عددا من المغالطات، مضمونها أنَّ هناك أستاذا سأل عن معنى كلمة “الله” ولم تجب غير فتاة إسبانية، فأتت بما عجز عنه العرب، ثم شرحت الرسالة بعض التفاصيل في إجابة الطالبة المزعومة.
أختارُ بعض النقاط في الرسالة، وأوردها مع الرد عليها:
تقول الرسالة:
فتاة إسبانية تشرح معني كلمة ( الله ) بعد أن عجز عنها العرب …
أقول:
* وهل الإسلام خاص بالعرب؟ وهل علوم العربية خاصة بالعرب؟، فهناك كثيرون من غير العرب برعوا في علوم العربية، وحسبنا سيبويه مثالا *
ــــــــــــــ
تقول الرسالة: إن الفتاة شرحت مضمون لفظ الجلالة “الله”
وتقول:
مكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف، لا من الشفتين.
وأنا أقول:
هل خروج حرف من مخرج الشفتين يُعد عيبا ونقصا؟ مثلا اسم محمد -وهو أكرم البشر- يخرج فيه حرف الميم من الشفتين
ــــــــــــــ
تقول:
فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه؛ لخلوه من النقاط.
وأنا أقول:
وهل النقاط شرط لخروج حرف من مخرج الشفتين؟ فهناك حروف ذات نقاط، ولا تخرج من الشفاه مثل: ن، ت، خ، ج …
ــــــــــــــ
تقول:
إذا أراد ذاكرٌ أن يذكر اسم الله فإن أيَّ جليس لن يشعر بذلك
وأنا أقول :
وما الحكمة من إخفاء ذكره عن الجليس؟ وهل ترديد اسم “الله” مفردا من الذكر؟
ــــــــــــــ
تقول:
ومن إعجاز اسمه أنه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو، وتستمر:
وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يُشَكَّل بالضمة في نهاية الحرف الأخير “اللهُ”
وأنا أقول:
يُشكل بالضمة حال كان مرفوعا، ولكن يجوز أن يشكل بالفتحة والكسرة حسب موقعه الإعرابي :
فقد جاء بالفتحة ” إن اللهَ بالغ أمره” الطلاق 3
و بالكسر ” ما أصابك من حسنة فمن اللهِ” النساء 79
ــــــــــــــ
تقول:
وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه “لله” كما تقول الآية:
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
أقول: “لله” هنا جار ومجرور، وهذه تنطبق على كل الأسماء وليست خاصة بلفظ الجلالة ، والجار والمجرور شبه جملة وليس اسما مفردا.
ــــــــــــــ
تقول:
وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت” له”
ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى
( له ما في السموات والأرض)
أقول:
اللام حرف جر، والهاء ضمير، وليس اسما مفردا، ولا تدل الهاء وحدها على لفظ الجلالة.
ــــــــــــــ
تقول:
* وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة” هـُ ”
ورغم ذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه
(هو الذي لا اله إلا هو)
أقول:
“هـُ” غير “هو” ، ” هو” ضمير منفصل، وليس استخدامه خاص بلفظ الجلالة، وإنما يمكن أن يدل على غيره.
ــــــــــــــ
تقول:
*وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت ” إله”
كما قال تعالي في الآية
( الله لا إله إلا هو)
أقول :
كلمة “إله” تطلق حتى على الأصنام؛ لأنها يقصد بها المعبود، ( ما لكم من إله غيره ) الأعراف 72 أي ليس لكم معبود سواه ، ولأن هناك من كان إلهه غير الله ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه…) الجاثية 23
وكلمة “إله” ليست مشتقة من كلمة “الله” لأن “إله” بها همزة قطع مكسورة، وهي لا توجد في لفظ الجلالة.
ــــــــــــــ
وتُختم الرسالة -كغيرها من الرسائل التي تدس السم في العسل، وتحاول دغدغة المشاعر الدينية لدى المسلم- بالحث على النشر لكسب الأجر، وإن لم يفعل فهو آثم!!؛ حيث تقول:
!لماذا نمسح الرسائل التي تتحدث عن الأمور الدينية ! ونقوم بإعادة إرسال ( الرسائل العادية ) يقول صلى الله عليه وآله وسلم ”بلغوا عني ولو آية“ وقد تكون بإرسالك هذه الرسالة لغيرك قد بلغت آية تقف لك شفيعةً….
وأنا أقول:
نسأل الله الفقه في الدين، والفهم في اللغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*طارق يسن الطاهر*
*Tyaa67@gmail.com*