/ صفية باسودان
وعندما بين له انها هي سار نحوها بخطى مسرعة وانحنى لها طوله وقال بلهجة من لا فهم له وهو يتراجع قليلًا:
ـ أنا عندي طفلة مثل طفلتكِ في سنة ثانية ابتدائي.
ردت عليه برفق وهي تقف بجوار سيدة تبتاع في محلها بعض الأواني الفخارية القديمة:
ـ ما شاء الله زوجتك مازالت شابة صغيرة.
مد كفيه كصحفة عيش وقال للسيدة صاحبة الدكان بلهجة أشبه باللهجة الحادة:
ـ هذه من سني!
ردت عليه السيدة:
ـ هل أنت من كان يحمل ويلد ومن يحبل وينفس؟
ـ لم أفهم!
ـ لم تفهم.. ما الذي لم تفهمه؟
ـ قولك!
ـ كلامي واضح.. الحبل والنفاس للحريم وليس للرجال وإذا انت صادق معك طفلة في مثل سن طفلتها فحرمتك عادها وإذا كان لا..
ثم ادارت السيدة رأسها وسألت المرأة:
ـ من هذا؟ هل تعرفينه؟
ـ لا
ـ وطالما انها لا تعرفك وانت لا تعرفها فلماذا تتكلم عليها؟
ـ لم يقل شيئًا
ـ دعيه يا خالة (سعيدة) وشأنه.
ـ لن اتركه هكذا مخبولًا يمشي في الأسواق مستودعًا عقله عند زوجته..
ـ دعني افهمك يا “خبعة”.. أنا تزوجت صغيرة وانجبت وبناتي تزوجن صغيرات وأنجبن وعيال بناتي في سن خالاتهم واخوالهم.. قيس تجربتي هذه على حالك مع زوجتك، “وهيا برّه بره الله عليك يا قطاع الارزاق لا عاد اراك واقف عند دكاني والله اجيب لك الشرطة”.