بقلم : احمد حسين الاعجم
صيرورة الحياة
مقياس مهم
وقوة كبيرة ومؤثرة
في الفكر الانساني والاراء البشرية
فصيرورة الحياة تُسقِط كل مايخالف طبيعة البشر
وطبيعة الحياة
من الافكار والاراء والاقوال والافعال مهما كانت شهرتها وقوتها
فقد سقطت عبر الزمن اراء كثير من البشر
سواء في الدين او الحياة الاجتماعية والعملية او الاقتصاد او السياسة
وكل مجالات الحياة
وسنتحدث هنا عن سقوط اراء وفتاوى كثير من العلماء الدينية ومنقولاتهم
ونخص الجانب الديني
لأن الفكر الديني يقيّد حياة الناس ويصبحون ملزمين به بل ربما عوقبوا عليه وهو غير صحيح !!
بينما الافكار الاخرى يمكن للانسان تجاوزها او عدم الالتزام بها
وعبر التاريخ الاسلامي ومنذ منتصف القرن الاول وحتى اليوم كانت كثير من الاراء والاقوال والفتاوى الدينية تخالف طبيعة البشر
بل بعضها يخالف طبيعة الحياة
ومع تعاقب الايام ومضيّ السنوات وحركة الحياة اتضح عدم صوابها ومصادمتها لطبيعة الحياة وطبيعة البشر فسقطت !
فقد سقطت فكرة تقديس الصحابة والتابعين ونسب بعض المعجزات لهم
مثل ان عثمان بن عفان كان يقرأ القران كاملا في ركعة!!
وان ابو حنيفة صلى الفجر اربعين عاما بوضوء العشاء !!
لأنها تخالف طبيعة البشر
وسقطت كثير من اراء ابن تيمية وفتاواه لأنها تخالف طبيعة الحياة وطبيعة البشر
وفي عصرنا الحاضر
سقطت اراء من حرّموا الطائرات والسيارات وركبوها بانفسهم
لانها اصبحت من ضرورات الحياة
وسقطت فتاوى من حرّموا تعليم البنات ودرّسو بناتهم
وسقط محرمو توظيف المرأة وقيادتها السيارة واصبح نساءهن في مقدمة من توظفن وقدن السيارات،
لانها اصبحت من ضرورات الحياة
وسقط محرمو التلفزيون واصبحوا من نجومه،
وسقط محرمو الجوال واصبحت لهم صفحات على كل تطبيقاته ولأن الحياة المعاصرة
لا تستقيم بدونه
وسقط محرمو البنوك
الدين وصل بهم الغلو
لدرجة تحريم السير بجانب البنوك !!
واليوم اصبحوا مستشارين في البنوك !!
وليس فقط عملاء
وسقط محرمو فتح المحلات اثناء الصلاة
لان فتاواهم تناقض طبيعة الحياة التي نراها في كل البلاد الاسلامية
وكذلك سقط محرمو البلوت والملاعق والساعة والعقال وغيرها من الامور البسيطة التي ارادوا حرمان الامة من الاستمتاع بها
وغيرها وغيرهم كثير،
وطبعا سقطت عند العقلاء
أما ( عُبّاد النقل ) فإنهم قد تخلوا عن عقولهم وفضلوا العيش بعقول غيرهم !
نعم سقط كل أولئك وسقطت معهم كل اراءهم وفتاواهم
وسقط معهم ايضا من يقدسهم ويتبعهم ويدافع عنهم،
سقطوا جميعا بقوة صيرورة الحياة
فهي اقوى من كل
اسم واهم
وفكر متوهّم
واقوى من كل
متعالم
ومفتي
بما يخالف كتاب الله تعالى،
صيرورة الحياة هي
عدو الجهّال
لأنها تكشفهم وتكشف ضعف فكرهم وخطئه عاجلا او آجلا
وهي نصيرة العقلاء
لأنها تنصفهم وتثبت صحّة توجههم الفكري عاجلا او آجلا
فراقبوا ..
وتأملوا ..
وتعلموا ..
من صيرورة الحياة
فانها مدرسة فكريّة عظيمة لأهل العقول
وفي المستقبل سَتُسْقِط صيرورة الحياة
المزيد والمزيد من القيود الدينية الوهمية القوليّة والفعليّة التي قُيّدت بها حياة المسلمين بشكل لا يخطر على بال
وستسْقِط كثير من البدع التّعَبّديّة التي فُرِضت على المسلمين حتى اصبح الكثير يرونها ويؤدونها على أنها من ثوابت الدين !
وبودي ان أمثّل بأمثلة
لبدع تعبّديّة يمارسها المسلمون اليوم بحرص
وقيود وهمية يلتزمون بها بقوة
وكلي ثقة وجزم انها ستسقط في المستقبل عاجلا او آجلا
وبقوة صيرورة الحياة
لكن !!
لكني اخشى على البعض من قوة الصدمة اولا !!
ولأن الوقت غير مناسب ثانيا
لكن الوقت المناسب
قادم لا محالة ..
نعم قادم
وبقوة صيرورة الحياة .