مقالات مجد الوطن

الحب .. بين زمنين !

 

بقلم: احمد حسين الاعجم -جازان

في الماضي كان الحب صامتا..لا شعر ولا أغاني
ولا كلمات رومانسية ولا هدايا ثمينة ولا ورود ولا عطور ولا سفريات
لكن الزوجان كانا يشعران بالحب من خلال المواقف الحياتية والاحداث والسواليف اليومية العادية
تشعر المرأة بحب زوجها لها من خلال حزمة خطور
او قطعة قماش يشتريها لها من دون أن تطلب منه
او حين يهديها رأسا من الماشية الخاصة بها ويشعر الرجل بحب زوجته من خلال القيام ببيتها واهتمامها بتفاصيل اعماله
مثل معاونته في تربية الحيوانات وفي الزراعة
ومع ذلك فقد كان الحب حبا راسخا وقويا وعميقا ويدوم رغم كل متغيرات الحياة وظروفها
تشعر المرأة فيه بأهم معاني الحب للنساء ..الاهتمام والأمان
ويشعر الرجل فيه بأهم معاني الحب للرجال .. الثقة والوفاء
فحتى لو حدث الطلاق
لا يتكلم الرجل عن المرأة
لا بخير ولا شر
وكذلك المرأة
وكل يأخذ نصيبه في الحياة
وكم من رجل بكى زوجته بعد موتها
وظل يذكرها بكل خير
وكم امرأة بكت زوجها بعد موته وظلت تذكره بكل خير
انه الحب الصادق
الذي يصنع الوفاء
واليوم في زمن الحب الكلامي! وحب المظاهر
زمن الأغاني والكلام الكثير والورود والعطور والذهب والالماس
زمن حب المصالح
اصبح الازواج يملأون الدنيا بمشاعرهم تجاه بعضهم
وكل يمدح الاخر بما ليس فيه حتى يصوره كملاك
وبعضهم يملأون وسائل التواصل بصورهم وهداياهم بل وأحضانهم لبعض !

وفي غمضة عين
ينتهي الحب الكبير
وتسقط كل التعابير
ويتحول الحب الى عداء وحقد وانتقام ونشر غسيل
بل وجرائم وقضايا ومحاكم !
والمصيبة ان الجيل الجديد .. وخاصة النساء – مخدوعات في حب المظاهر رغم أنهن يشاهدن النهايات المأساوية لمعظم حالاته !
انه جيل المشاعر السريعة
التي تشعرك بالامتلاء اللحظي
لكنها لا تشبع الاحساس !
لقد عاش السابقون الحب بأصدق معانيه
عاشوه بقلوبهم
ومنحوه من قِيَمِهم السامية
فازداد قيمة وسموّا
كانت قلوبهم نقية
فصار حبهم نقيا
ويعيش المعاصرون الحب بأتفه وأدنى معانيه
لأن قلوبهم لم تنبض به
فعاشوه ويعيشونه
بألسنتهم
وليس بقلوبهم !

خاتمة :
حب المواقف
أصدق
وأعمق
وأدْوَم
من حب المظاهر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى