مقالات مجد الوطن

الم

 

✍🏻 فتيحة بن كتيلة

قال لها ..تمهلي إنه المطر…جسدك النحيل لا يتحمل ….كانت نحيلة الجسم أنيقة ،هادئة، يعتقد الرائي انها من عائلة ثرية.
رفعت رأسها نحوه وابتسمت بسخريةد ساحرة …لقد خلقت بين مطرقة وسندان …لذا أنا معتادة على مواجهة الالم .
في صغري اكلت خبزا دون مرق ولا إدام واحتسيت الشاي دون سكر.
كنت أهرب من جوعي لمطعم المدرسة ….كنت امشي حافية تداعب اقدامي حبيبات الرمل ولكنها كانت قاسية أدمتني كثيرا……
جارتي في البيت المقابل مذ سكنت كانت تشوي اللحم وترمي نصفه لكلبها المدلل….كنت أراقبه وهو يتلذذ بقطعة اللحم فيرفع رأسه يومئ لي تفضلي نقتسم اللقمة …
صديقتي في المدرسة تحضر معها لمجة محشوة بالبيض والجبن، تلتهمها في فترة الاستراحة ، تخرجها بسرعة وتهمس لي ان امي أمرتني ان اكل اللمجة وحدي لانني نحيفة ..امي تقول يجب ان يمتلاء جسمك حتى تتزوجي فبنات عائلتنا يتزوجن بعد سن 14 .وكلهن ممتلأت.
اجلس منزوية في كرسي خلف شجرة الزيتون الضخمة ،اخبرتني امي ذات يوميا انها كانت موجودة منذ كانت تلمييذة في ذات المدرسة ….. كبرت الشجرة وزينت الساحة ،لكن زيتونها مر..لا يمكن اكله،
لا املك شيئا يؤكل في الفسحة اكتفي بشرب الماء…. ومضغ أوراق الزيتون.

امراة جميلة مكتنزة تنظر إليا من بعيد وتبتسم ،…ابتسمت لها فاقتربت مني ومسحت شعري،قالت: ما اسمك ياجميلة ؟
قلت: جميلة.اه اسم على مسمى ….عانقتني بقوة ومدحتني فكم كنت محتاجة إلى مدح يليق بأنوثتي …اخرجت كيسا صغيرا جميلا مطرز بقطع من الساتان الناعم .

ثم قالت تفضلي لمجة ..قلت لمجة…لمجة لي انا قالت نعم وهي تبتسم ..فتحتها فإذا بها قطعة خبز ولحم ،وقطعة خبز مدهونة بالشيكولاطة والفرولة …. اه قلت في نفسي متى اخر مرة اكلت فيها اللحم والفرولة …
قالت لي هذه لمجة كانت تحبها ابنتي جميلة …ابنتي جمبلة كانت بسنك وتسبهك ….. اغرورقت عينها و لكنها ماتت منذ سنتين …. فقررت ان اصنع لها لمجة واعطيها لجميلة مثلك…. عانقتها وتناولت اللمجة وانا بين احضانها ….قلت لها شكرا امي انا جميلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى