الحكمة هي أغلى شيء يمكن أن يمنحه الله للإنسان، بعد الإيمان
و التحلي بمكارم الأخلاق .
الحكمة صفة تحظى بتقدير كبير في المجتمع وفي العديد من الثقافات حول العالم، و تعبر الحكمة عن المعرفة التي يكتسبها الفرد بسبب التجارب و الخبرات التي مر بها ، و هي ليست صفة فطرية ، فلكي تعيش الحكمة على الإنسان أن يطور صفات معينة ، بالإضافة إلى تراكم المعرفة .
يتميز الإنسان الحكيم بعدة صفات، قد لا تكون مرئية للناس ، و لكنهاتظهر
من خلال تصرفاته
و تعاملاته ،و أفكاره الخاصة .
الشخص الحكيم يمتاز
بقدرته على التفاؤل بالحياة، و قدرته على حل المشاكل التي تواجهه ويمتلك
القدرة على رؤية الصورة الكبيرة للأمور
و بالتالي :
القدرة على تفسير مايدور حوله .
الحكمة تُمكن الإنسان من اتخاذ القرارات بشكل سليم مما يساعده على الشعور بالرضا .
ويمكن تقسيم الحكمة إلى نوعان:
_ النوع الأول:
حكمة علمية نظرية، وهي الاطلاع على ببواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها خلقاً، وأمراً، وقدراً، وشرعاً.
_ النوع الثاني:
حكمة عملية، وهي وضع الشيء في موضعه و أن تعطي كل شيء حقه ، ولا تعديه حده ، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخره عنه .
وجد أن لا علاقة بين
الحكمة و العمر حيث يتصف الحكماء بقدرتهم على التفكير قبل التحدث
متواضعون ، و التواضع يُفهم الشخص الحكيم أن هناك دائما ما يتعلمه فلا يتوقف عن التعلم أبدا،
إنه تواق للمعرفة و يريد فهم الآخرين و العالم بأفضل ما يمكنه ، و هو منفتح على الأفكار و وجهات النظر الجديدة ….لا يخشى الاعتراف عندما لا يعرف شيئا و يكون مستعد لطلب المساعدة عند الحاجة .
– التعاطف :
الإنسان الحكيم قادر على أن يضع نفسه في مكان الآخر
و يفهم أفكاره، و مشاعره
و عنده وعي ذاتي ، يتمتع بالصبر والصدق و الشجاعة
و الغفران .
– يفهم الشخص الحكيم أن الأشياء الجيدة تأتي لمن يعرف كيف ينتظر ، لذا فهو صبور، ولا يستعجل الأمور،يعلم أنه ليس من الحكمة التسرع دون معرفة الوضع برمته.
– يلاحظ ثم يتخذ قرارات مستنيرة .
– يدرك الشخص الحكيم نقاط قوته وضعفه ، وهو قادر على التعرف على الوقت المناسب لتغيير شيء ما في نفسه ، إنه لا يخشى تحمل المسؤولية عن أفعاله وهم على استعداد للتعلم من أخطائه .
– يعرف أن الحياة معقدة للغاية بحيث لا يمكن افتراض أنه على حق دائمًا ، عندما يحلون مشكلة ما ، فإنهم يتعاملون معها من وجهات نظر مختلفة.
-الشخص الحكيم يستمع أكثر من الكلام ، ويقيم أكثر من الأفعال ،ويتعاون بدلاً من الأوامر.
– الحكيم صادق مع نفسه ومع الآخرين ، حتى عندما يكون الأمرصعبًا ،إنه لا يخشى التحدث عن رأيه والدفاع عما يؤمن به.
نحاول جميعا إخفاء المشاكل التي نواجهها ونظهر للعالم أننا رائعون وبكل صواب ، ولكن في كثير من الأحيان يختبئ الأشخاص غير السعداء على الإطلاق وراء هذه “الحفلة التنكرية”.
يعرف الحكماء أن حياة الجميع مليئة بالتقلبات وأنه لا يوجد أشخاص مثاليون ، لذلك لا يضيعون طاقتهم في إثارة إعجاب أي شخص ، بل يستمتعون فقط بحياتهم الخاصة .
الشخص الحكيم قادر على مواجهة مخاوفه والمجازفة عند الضرورة.
إنهم لا يخشى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به وتجربة أشياء جديدة.
الشخص الحكيم قادر على مسامحة الآخرين ونفسه على أخطاء الماضي والتجاوزات. إنه يفهم أن حمل الضغائن يسبب الألم والمعاناة فقط.
يشعر الحكيم بالامتنان للنعم في حياته ويمكنه تقدير الخير حتى في الأوقات الصعبة.
يدرك الحكماء أهمية العيش في الوقت الحاضر
و لا فائدة من العيش في الماضي (ما لم تتعلم دروسًا قيمة من خلال التركيز على الماضي) .
والتركيز كثيرًا على المستقبل يجعل من المستحيل عليك أن تعيش في الوقت الحاضر.
الذي هو المكان الذي تكمن فيه القوة الحقيقية.
إن العيش في أوقات مختلفة في رأسك هو أسرع طريقة “لتخطي” حياتك وهي تمر عليك .
تعرف على العالم من حولك من خلال مشاعرك .
الرجل الحكيم يقضي وقته وموارده واهتمامه بسخاء. إنه مستعد لمساعدة الآخرين وإحداث تأثير إيجابي على العالم من حوله
.
لا يهتم بشكل مفرط بالسلع المادية ، كلما أصبح الشخص أكثر حكمة ، كلما فهم أن السلع المادية ليست بنفس أهمية الخبرة والعلاقات مع الآخرين.
لا يربط الحكيم سعادته بأهداف أو ممتلكات سطحية ، إنه يفهم أن السعادة حقًا تعني العيش في الوقت الحالي ، والعمل نحو هدف أكبر منه.
إنه يفهم أن الحياة لا تدور حوله ، لهذا السبب يركز على مساعدة الآخرين والنظر إلى كل شيء ككل.
هناك فرق بين الذكاء
و الحكمة ، فالذكاء معرفة الشيء ، لكن الحكمة تعبر عن القدرة على الحكم ما إذا كان هذا الشيء مقبولاً القيام به أم لا .
الحكمة تستخدم الذكاء
و الخبرة و المعرفة من أجل تحقيق الخير
و التوازن مابين الذات
و العلاقات الشخصية
و التكيف مع البيئة المحيطة و تحقيق المصالح الشخصية
التي لا تسبب الأذى للغير
كيفك يمكنك أن تكون حكيماً إليك بعض الأمور :
– يحاول العديد من الناس تغيير الآخرين من حولهم إلا أن محاولاتهم غالباً ما تكون بلا فائدة
من الحكمة ترك الأشخاص الذين لا نحب تصرفاتهم دون تغيير
بالإمكان قضاء وقت أقل معهم و تقبلهم على ما هم عليه .
نحن أيضاً نريد أن يتقبلنا الناس على ما نحن عليه دون تغيير في أنفسنا
– الابتعاد عن التسرع
إن التصرف بتسرع يؤدي في النهاية إلى الندم ،
علينا استخدام الحدس للوصول لأفضل القرارات
– الابتعاد عن التقليد الأعمى ، يجدر بنا أن نسأل أنفسنا إن كنا نرغب حقاً بهذا الشيء و إن كان القيام به أمراً مستحسناً
– التعلم من أخطاء الآخرين و تجنبها
– التوقف عن انتظار استحسان الآخرين
و آرائهم لتجاربنا و أفعالنا
لأن ذلك يعني ايقاف فرص التطور و الإبداع في حياتنا .
– محاولة فهم الآخرين
و عدم تصنيفهم الى جيدين
و سيئين
الشخص الحكيم يركز على السبب وراء التصرفات بدلاً من التقييم …
—– في النهاية ليست كل التجارب مانحة للحكمة .
الحكمة تكون ناتج لجميع العمليات العاطفية
و الاجتماعية و المعرفية و العلمية التي تساهم و تعزز عملية تحويل الخبرة إلى حكمة
من فوائد الحكمة:
أنها طريق إلى معرفة الله عز وجل ، موصلة إليه، مقربة منه، وحينها ينقطع العبد عمن سواه، ولا يطمع في غيره.
2- إنها سمة من سمات الأنبياء والصالحين ، وعلامة للعلماء العاملين، ومزية للدعاة المصلحين.
3- من أهم فوائد الحكمة ، الإصابة في القول والسداد والعمل
يقولون :
إذا أردت أن تنجح في حياتك ، فاجعل المثابرة صديقك الحميم، والتجربة
مستشارك الحكيم و الحذر أخاك الأكبر و الرجاء عبقريتك الحارسة .
ندى فنري
أديبة / صحفية