من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سوف يرى الحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة أيضاً.
ماضينا مرآة حاضرنا الذي يمرّ كالشريط أمامنا.
الماضي والحاضر هما مجرد طرق ووسائل، فالماضي ليس هدفاً وإنّما حاضرنا ومستقبلنا هو الهدف.
ماضينا الشخصي أحياناً يعطينا الحكمة والقوّة للتعامل مع حاضرنا
و يجسد الذكريات والمواقف والتي مررنا بها والإنجازات التي أنجزناها وقد يكون هذا الماضي سعيداً وقد يحمل في طياته الحزن .
كلنا مررنا بتجارب مختلفة بعضها جيد
و بعضها سلبي .
نحن بحاجة لماضينا فالذكريات تشعرنا بوجودنا ، و تذكر الماضي أمر أساسي ، لأنه يمنحنا شعور بالاستمرارية الشخصية ، حيث إن الذكريات تقدم تفاصيل هامة عن هويتنا الأساسية ، و من نود أن نكون .
تساعدنا الذكريات على تقديم حلول للمشكلات الحالية التي نواجهها ،
و تساعدنا على توجيه ذاتنا عند حلها .
الذكريات تعزز العلاقات الاجتماعية ، حيث إنها توفر القدرة على تذكر الذكريات الشخصية ،
و هو أمر مهم عند تكوين الصداقات ، و علاقات جديدة و الحفاظ على العلاقات التي نمتلكها بالفعل .
تقدم لنا ذاكرتنا أمثلة لمواقف مررنا بها ، من قبل ، و هذا يمكننا من التفكير في كيفية إدارتنا لتلك العواطف و المشاعر من قبل و ما يمكننا تعلمه من تلك التجربة.
عندما نمر بحالة حزن،
أو تعب ، يساعدنا استرجاع الذكريات الإيجابية التي تمكننا من تحسين مزاجنا .
المهم عندما نناقش الماضي نبتعد عن الذكريات السلبية ، علاقة انتهت ، أحداث مؤلمة ، لأن لا فائدة من تذكرها ، و قد تؤدي إلى اضطراب عاطفي ، ترافقه مشاعر سلبية مثل الندم ،
و لوم الذات و حتى الشعور بالكراهية تجاه ذاتنا في بعض الأحيان ، مما يسبب الاكتتاب و القلق ، و اضطراب ما بعد الصدمة كأن تقول
” لماذا تصرفت بهذا الشكل ، كان بإمكاني بدلاً من ذلك أن أفعل ذاك
، و غيرها من الأفكار .
معظم مشكلاتنا تنبع من عدم القدرة على نسيان الماضي ، و استحواذ المشاعر السلبية على الحاضر و المستقبل .
دع الذكريات التي تزعجك أن ترحل و إليك بعض النصائح العملية للتخلص من التفكير في الذكريات السلبية:
ركز على اللحظة الحالية
عيش بقانون الآن ، ركز على ما يمكنه رؤيته و تفاعل مع بيئتك ، عيش اللحظة الراهنة و الشعور بالحماس و تقبل الماضي كما هو ، إذ إن التحكم في الأفكار التي تجتاح عقلك ، يساعدك على التخلص من دوامة التفكير التي تأخذك إلى الماضي .
تجاوز تقييمك لما مررت به لأنك لن تدرك مكمن الخلل و هذا سبب لعدم قدرتك على تجاوزه .
ولد أفكار جديدة بدلاً من أن تكون سلبيا …
اخرج من دوامة المشاعر السلبية ، و انظرلذكرياتك بشكل مختلف ، أنت لا تستطيع تغييرها ، بل تستطيع تغير نظرتك لها .
لا تفكر في الماضي كثيرًا ، و لا تكن أسير للتجارب الماضية ، كلما خطر ببالك موضوع أزعجك ، لا تعطيه أكثر من 15 دقيقة في اليوم ، ثم تجاوزه لتحسن صحتك العقلية ، التي بدورها تحسن صحتك الجسدية.
تذكر الذكريات الايجابية ، ومارس اليقظة الذهنية ، بدل من التركيز على الذكريات المؤلمة.
قد نواجه مشكلة في تقبل ذلك ، و ذلك لإعتقادنا بأن التقبل يعني موافقتنا الضمنية على ظلم تعرضنا له ، أو لأذى سببناه لغيرنا ، فنختار البقاء في دوامة المشاعر السلبية تجاه هذا الماضي و من ثم عدم تجاوزه .
لا تتحدث عن قصص الحياة السلبية ، إذا كانت تثير فيك الذكريات المؤلمة ، أحيانا عندما نسترجع ما مررنا به قد نغرق فيما حدث إلى حد أن ننسى الحاضروالمستقبل.
حاول أن تكتب سيرتك الذاتية الخاصة و ركز على الذكريات الجميلة .
في النهاية كلنا مررنا بتجارب مختلفة بعضها جيد و بعضها سلبي . نحن بحاجة لماضينا لأنه يشكل هويتنا ، و بحاجة لكل الخبرات لنستفيد منها ، لكن لا تكن حبيس الماضي …. و مقيد به دع الماضي يرحل إن كان يسبب لك الألم ، اسمح للأحداث الماضية أن تذهب و اصنع حاضر أفضل تعود إليه يوماً و تشعر بالرضا عنه
و عش بشخصيتك الحالية .
نحن أكثر سعادة
و إنتاجية عندما نتخلى عن الماضي …مهما كان الماضي صعب نسيانه هى الخطوة الأولى لتصبح حراً ، فذكرياتك تحدد سلوكك …
ندى فنري
أديبة / صحفية