مقالات مجد الوطن

ارتحالات المعنى في قصيدة ” ترانيم “

ارتحالات المعنى في قصيدة ” ترانيم ” للشاعر طارق يسن الطاهر

دراسة بلاغية وأسلوبية

 

 

القصيدة:

 

ترانيم

ــــــــــــــــــــ

 

هذا أزيز الشعر يسكُن مرجلـــــي

نادى صريرَ يراعتي

والذكريات

حتَّامَ تغلي في الحياة مواقفــــــي

فمتى سيسكن مرجلـي؟

ومتى تعـود الأغنياتْ؟

****

 

عبثًا أحاور دفتر الأشعار

حين تماوجت كـل الرؤى

عبثا أحـاول قنصــها

لأفتِّقَ التأويل في سِـفْر الأنـا

والأمنيـــــات

 

لكنها استعصت وفرَّت من يـدي

فِكَرٌ تَأبَّى أن تُنال سهــــــــولةً

****

أستلُّ من عين البصيرة ضوءهــا

أستاف من أرج الأزاهر عطـرها

أشتار من ثمر الكــلام أطايـــبا

وأشُدُّ مجدافي على عضُدي لأحملها هنا

 

وأسوق من سيزيف صخرته على جبل العناء

وأصيب من كبد الحقيقة عينهــا

والبــــــاقيات

 

****

فبحثت عنكِ مـهرولا

فوجدتــها

واصطدتها من عبقر المدفون في عمق الفـلاةْ

 

وطعنت فيك الكـبرياءْ

وجدعت أنفك مثلما جُدِع الأخيطلُ يومها

هـا قــد جنَيتُ المكــــرماتْ

****

قـــــد صغت منـك قصيدةً

طابت وطــــاب بها الغناء

وأعـــود متكئا على جرح القصيدة لحظةً

أخـــــتال ما بين الأنا

والأخرياتْ

 

 

طارق يسن الطاهر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

الدراسة:

 

 

 

تناولت هذه الدراسة قصيدة ” ترانيم ” للأستاذ طارق ياسين الطاهر ( ) ، وفق المنهج الأسلوبي ، الذي مهمته انتقاء الظواهر اللُّغوية والأساليب التَّركيبية اللافتة التي تكمن في النَّص ، ومعرفة الوظيفة الدِّلالية والجمالية التي تؤديها في العمل الفني ، كما تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن كيفية ارتحال وانتقال المعنى الثقافي إلى النَّص باعتباره التَّجلي الفني ، ولعل هذه الدراسة تجيب عن التساؤل التَّالي : هل للحضور الثقافي باعتباره شكلًا من أشكال التَّعبير دورٌ في تحديد الأفعال الكلامية وتخصيص قوتها الإنجازية ؟

و قبل أن ندلف إلى النَّص مباشرة فلنقف قليلًا عند عنوان النَّص ؛ فالعنوان- كما نعلم – تكمن أهميته في أنَّ له وظيفة جمالية محددة في النَّص الشعري ؛ فهو يثير كوامن المتلقي ، ويفتح ذاكرته ، ويفجر ما كان ساكنًا في وعيه ، ويشف عن موضوع النَّص ، وقد جاء عنوان النَّص بـ ( ترانيم ) ، وهو في الأصل جملة اسمية حُذف منها المبتدأ إذ التَّقدير: (هي ترانيم ) ، ولعلَّ الدلالة التَّعبيرية في مجيء العنوان جملة اسمية تفيد ثبوت المعنى وصفة الشيء ، فالشَّاعر أراد أن يثبت دوام الشَّدو والغناء لأنَّه يبحث عن الامتلاء بعد الثورة التي تغلي في مرجله ، ومفرد ترانيم هو: ترنيمة ، ومرادف ترنيمة:(إنشاد، ترتيل ،تغريد، صدح ، طرب ، غناء ، نغم ) ، وكلها من الناحية اللُّغوية توحي بالفرح والابتهال ، وقد يقول القارئ ثمة تناقض مع مضمون النَّص عند قراءة مطلع النَّص ؛ إذ إنَّ مَطْلَع النَّص يخفق بثورة تحتدم في جوف الشَّاعر ، فالمواقف تغلي وتستحم في مرجله ، والرُّؤى تهدر وتضطرم في أمواج متلاطمة ، فيحاول الشَّاعر عبثًا أن يلمَّ شتاته ، لكنها استعصت وفرَّت من بعثرة ! فيتمنى أن تعود الأغنيات (الأحلام الوردية)! وتتحقق الأمنيات فأخذ يبحث بلهفة سريعة إلى أن وجدها يترجمها قوله : ” فبحثت عنك مهرولا فوجدتها ” ، فكان الفرح المفاجئ، فتملكه الشعور بالزَّهو وأخذ يختال ” ما بين الأنا والأخرياتْ “؛ لذا أطلق على معزوفته اسم ترانيم؛ فتناسبت حالته الشعورية مع العنوان، أو هكذا تبدو للباحث.

النَّص:

أولًا جاء هذا النَّص غاية في الكثافة الدلالية حدَّ الابهام؛ ولعل هذا الذي حمل الدارس على أن يعيد قراءة النَّص قراءة تفكك رموزه. ففي المقطع الأول تحول قلب الشَّاعر إلى مرجل تغلي بداخلة ثورة من المواقف المتباينة في هذه الحياة تحتدم، فاستدعى الشَّاعر يراعه والذكريات ليهدأ صوت غليان الشعر في مرجله، وتمنى أن يستعيد ذاته وتتحقق له أحلامه الوردية، فقال:

” هذا أزيز الشعر يسكن مرجلي

نادى صريرَ يراعتي، والذكرياتْ

حتَّام تغلي في الحياة مواقفي؟

فمتى سيسكن مرجلي

ومتى تعود الأغنياتْ؟ ”

فاستهلَّ المطلع بتنبيه السامع إلى فعل المشار إليه (أزيز) ، و”الأزيز” هو صوت غليان الشِّعر ، وقد وُفق الشَّاعر كثيرًا في استخدام هذه المفردة إذا وازنا بين ( أزَّ) و( هزَّ) فكلاهما يفيدان الدَّفع ، فاختار (أزَّ) ؛ لأنَّ الهاء حرف ضعيف فدلَّت (هزَّ) على الدَّفع برفقٍ ؛ ولذلك قال تعالى في حقِّ مريم عليها السَّلام :” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ “، بينما الهمزة حرف شدة وقوَّة فأفاد ( أزَّ) الدَّفع بقوة ، ومنها قوله تعالى : ” أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ” ، فالدِّلالة الحقيقية لهذا السَّطر الشِّعري أو المعنى المراد : ها هو صوت غليان الشعر يحتدم في مرجلي ويستدعي ثورة القوافي ويستجدي الذكريات . فقد استهلَّ الشَّاعر سطره الشعري بالأسلوب الخبري، وقد عبَّر عنه بالجملة الاسمية الدَّالة على الثَّبات والتَّأكيد، فكأنَّما أراد الشَّاعر أن يثبت ويؤكد مبدأ الرَّفض والإباء لكلِّ فكرة تستهوي المغريات. ويتساءل الشَّاعر في ذات المقطع مستنكرًا:

” حتَّام تغلي في الحياة مواقفي؟ ”

في السَّطر السابق استخدم الشَّاعر للسؤال (حَتَّام) التي تفيد استغراق الزمن فكأنَّما الشَّاعر يشير إلى أنَّ المواقف قد استغرقت وقتًا طويلًا؛ ويدلل على ذلك بتوظيفه للفعل المضارع (تغلي) في الحاضر والمستقبل، فكأنَّما جعل لفعل الغليان صيرورة مستمرة، فيتساءل مشفقًا على نفسه ” متى سيسكن مرجلي؟ ” وهنا يرى الدارس أنَّ دخول السين على المضارع يصرف دلالته على الاستقبال فقط، فإذا جاء مجردًا عن السين لدلَّ على الحال والاستقبال وأصبحت له صيرورة زمنية ، ويتناسب في ذات الوقت مع الفعل (تغلي).

لكن الرُّؤى تصطخب في ذهن الشَّاعر وتتوقد وتهدر وتضطرم في أمواج متلاطمة تتنازعه هنا وهناك، فعبثًا يحاور الشعر وفيض الخاطر كي تهدأ العاصفة؛ ليسهل عليه تأويلات الأنا إلا أنَّها تتأرجح فيتحرى قنص الأمنيات؛ لكن الرُّؤى استعصت عليه ، بل فرَّت من قيد الحاضر وأبت أن تخضع للمغريات !!

يبدأ المقطع الثَّاني بقوله:” عبثا أحاور دفتر الأشعار ”

ولعلَّ في بنية هذا السَّطر الشعري تناص يحيل ذاكرة المتلقي إلى قول الشَّاعرة روضة الحاج في قصيدة:(بلاغ امرأة عربية):

” عبثًا أحاول أن أزور محضر الإقرار”

ونلاحظ أيضًا التَّعبير بالفعل المضارع ( أحاور ، أحاول ، أُفتق ) رغم أنَّه أضفي على التَّعبير دفقة حيوية إلا أنَّه يفصح عن النرجسية التي تختبئ وراء ضمير الأنا، وهو إحساس كامن لدى الشعراء سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا ، فقال:

” عبثا أحاور دفتر الأشعار

حين تماوجت كل الرؤى

عبثا أحاول قنصها

لأفتِّق التأويل في سِفْر الأنا

والأمنياتْ

لكنها استعصت وفرَّت من هنا

فِكَر تأبَّى أن تُنال سهولةً

بالمغرياتْ ”

أما المقطع الثالث فينفتح فيه النَّص ويتغذى بثقافات متعددة، وتتجلى فيه ارتحالات المعنى بوضوح، وأي نص أدبي يتشكل من خلال رؤى الشَّاعر الثقافية والفكرية والأدبية بتواصله مع محيطه الثقافي والفني الموروث؛ لذا لا يخلو أي عمل أدبي من جينات دلالية تربطه بنص سابق، وكثيرًا ما تتوهج ذاكرة الشَّاعر من إضاءات نصية مخزونة ويكون النَّص الحاضر مقصودًا، والنَّص السَّابق من اللَّاوعي الجمعي فيكون الامتصاص غير مقصود لتخصيب نصه عن طريق تماهيه مع تجربة شعرية عميقة.

فاستهل الشَّاعر هذا المقطع بالأسلوب الخبري، وقد عبَّر عنه بالجملة الفعلية الدَّالة على الحيوية والتَّجدد والاستمرار، فهو يستضئ بنور العقل وينتزع منه قوة الإدراك والفطنة برفق وتمهل، فقال:

” أستلُّ من عين البصيرة ضوءها ”

فرسم صورة خيالية بديعة اجتمع فيها التَّجسيم والتَّشخيص، حيث شبَّه البصيرة (معنوي) بصورة كائن(حسي) وهذا التَّجسيم، ثم شخَّصه في صورة إنسان له عين فانتزع منها ضوءها ( قوة الإدراك والفطنة)، ويأتي جمال الاستعارة هنا من قدرتها على الخلق والتَّشخيص اللَّذين يبعثان في النَّفس دواعي الاستجابة المطلوبة، والفكرة القائمة في هذا السَّطر هي ” انتقي من الكلام أطيبه “:

” أشتار من ثمر الكلام أطايبا ”

والشَّاعر في هذا السَّطر استخدم تراسل الحواس ( )، فقد تراسلت حاسة السَّمع (الكلام) مع حاسة الذوق (ثمر) وامتزجتا معًا، وذاب الحاجز المادي بينهما فأعطى المسموع صفة الطَّعم، حيث شبَّه الكلام بشجرة طيبة يجتني ثمارها، ثم حذف المشبه به(الشجرة) ورمز إليه بشيءٍ من لوازمه وهو (ثمر) على سبيل الاستعارة المكنية. وهذا البيت يرتحل المعنى الثقافي للفظة (أشتار) فيحيل ذاكرة المتلقي إلى قول الشَّاعرة روضة الحاج في قصيدتها (ضوء لأقبية السؤال):

” مالي أنا

أشتارُ ملءَ مواجعي لغةً

وأصدحُ بالغناء”

إلا أنَّ الشَّاعر امتص المعنى وذوَّبه في نصِّه.

وفي السَّطر الشعري قبله يقول: أحفظ للأزهار رائحتها العطرة، وأشعر بها وأستنشق عبيرها:

” أستاف( ) من أرجِ الأزاهر عطرها ”

صورة تعبيرية عادية، تخلو من أي خيالٍ، ولو أنَّ الشَّاعر استبدل (أستاف) بـأي لفظة توازيها في الوزن، وتوحي بحاسة غير الحاسة الحقيقية( الشَّم) ؛ لمنح المشموم صورة ذوقية أو سمعية أو …، وتراسلت حاسة الذَّوق أو السمع مع الشَّم (أرج الأزاهر)؛ لتقابل سابقتها شكلًا ومضمونًا، ولتثير دهشة المتلقي أو القارئ، بنقل الصُّورة الشعرية من مستواها المألوف إلى مستوى انزياحي بتراسل الحواس، فيثري بذلك اللغة وينميها.

أمَّا قوله: ” وأشد مجدافي على عضدي؛ لأحملها هنا ”

فإذا هبَّ داعي الحياة في قلبه، فإنَّه يجدُّ للأمر ويتهيأ له ويحمله على كتفه.

لكن في داخل الشَّاعر ثورة ترفض الواقع المَعِيش:

” وأسوق من سيزيف ( ) صخرته على جبل العناء ”

فقد اتجه الشَّاعر في السَّطر السَّابق إلى استثمار الرمز الأسطوري(سيزيف) في شعره كمعنًى مُرتحل، وهو رمز للجهد الإنساني وديمومة المعاناة، ولعلَّ الشَّاعر هنا اعتمد الرَّمز كوسيلة للإيحاء بدلًا عن المباشرة والتَّصريح، وربما يكون الشَّاعر قد استوحى معنى هذا السَّطر الشعري من بيت أدونيس في قصيدته ” سيزيف”:

” أقسمتُ أن أحملَ مع سيزيف صخرته الصَّماء ”

فكلاهما آثر أن يشارك سيزيف في معاناته، ولعلَّ المشاركة فيها روح المجاملة وتخفيف العبء، لكنها لا تزيح الألم! ويبقى السؤال فاغرًا فاه: إلى متى يحمل مع سيزيف صخرته؟

وربَّما يوحي تعبيره بثورة تحتدم فيه، وترفض المعاناة وكل أشكال القهر، لكنه فاجأنا بمشاركته لسيزيف في تحمل المعاناة معه، فقد كنا نطمح أن يتخلص من آلامه ويدفع صخرته بعيدًا عنه، ولا يرفعها كما يفعل سيزيف.

فإذا خُفيت الحقيقة وتوارت فإنَّه ينفذ إلى بطنها حتَّى يعرف حقيقتها:

” وأصيب من كبد الحقيقة عينها ”

هذا تعبير اصطلاحي جرى مجرى المثل وشاع استعماله ومعناه: انفذ إلى باطن الحقيقة وما خُفي منها إلى المضمون الحقيقي، وهو تعبير مجازي لا يخفى على كل ذي عينين، حيث جعل للحقيقة كبدًا من باب الاستعارة حيث صوَّر المعنوي في صورة الحسي، وقد استلهم هذه المقولة عدد من الشعراء والأدباء في أشعارهم ومن أمثلة تلك السياقات، قول ابن الرومي، (من المنسرح):

ترمي التي إنْ أصابَ ظـــــاهـــــرَها سهْمُـــــك شكَّـــــتْ بحدِّه كبدَكْ

وهذا الفرزدق، يقول في ذات المعنى (من الكامل):

فَأَصَبتِ مِن كَبِدي حُشاشَةَ عاشِقٍ وَقَتَلتِني بِسِلاحِ مَـــن لَم يُكلـــَمِ

أما المقطع الرابع فينتفض الشَّاعر متحررًا من علائق الماضي الأليم فيصرخ جزلًا وجدتها! ” فبحثت عنك مهرولاً، فوجدتها ”

ثم جاء البحث عنها بلهفة سريعة، وتعاقب البحث مع الايجاد، فالفاء في بحثت وفي وجدتها تفيد الترتيب مع التعقيب؛ لذلك في قوله (وجدتها) توحي بالفرح المفاجئ، ولكن يبقى السؤال: أين وجدها؟ يجيب:

” واصطدتها من عبقر المدفون في عمق الفلاة ”

وجدها مستكناة في وادي عبقر، فاستخرجها درةً تتلألأ بين يديه، ثم أودعها زنبقة تنضح شذًى بين أصغريه، فاستحالت نبضًا شعريًا يخفق بين برديه.

أما قوله: ” وجدعت أنفك مثلما جُدِع الأخيطل يومها ”

في هذا السَّطر الشعري يرتحل المعنى الثقافي فيبرز لنا دون عناء استحضار الشَّاعر للنَّص الشعري الغائب وهو رد جرير على الفرذدق:

أَعـــــــدَدتُ لِلشُــــــعَــــــراءِ سُـــمَّــــاً ناقِــــــعاً فَسَـــــــقَيــــــتُ آخِــــــــرَهُــــــــم بِكَــــــــأسِ الأَوَّلِ

لَمّا وَضَعـــــــــتُ عَلى الفَـــرَزدَقِ مَيسَمي وَضَغا البَعيــــثُ جَدَعـــــتُ أَنــــفَ الأَخطَـــــلِ

فقد تماهى قوله مع المعنى الذي أراده جرير في رده على الفرذدق حيث أعدَّ جرير هجاءً مُرَّا أثَّر في الشعراء كلهم، ففي قوله ” جَدَعتُ أَنفَ الأَخطَلِ” والأخطل لم يسلم من ذلك فلقد شوهه شعر جرير وأذله وحطَّ من قيمته، وفي العبارة صورة بيانية وهي الكناية عن الإذلال. فكأنما أراد الشَّاعر أن يقول سموت بنفسي بعيدًا عن كل ضعة أو إذلال؛ و بذلك جنيتُ المكرمات، ثم:

” صغتُ منك قصيدة.. طابت وطاب لها الغناء”

لعل في تكرار لفظة (طابت وطاب) نغمًا موسيقيًا يمنح البيت قوة وصلابة ويثبت المعنى في ذهن المتلقي.

وبوجه عام تلحظ الدراسة أنَّ هذا النَّص يطفح بتداخلات نصيَّة كثيرة تجسد لنا الثقافة الواسعة التي يمتلكها الشَّاعر دون تحوير للنَّص أو امتصاصه في كثير من النَّصوص، كما تلحظ الدراسة أنَّ الشَّاعر أكثر من استخدم الأسلوب الخبري في هذه القصيدة؛ ولعل الهدف من ذلك هو الإخبار عن مآثره التي يتفاخر بها، وعن مطاعنه التي يوجهها لخصومه، ولم يرد استخدام الأسلوب الإنشائي إلا في مستهل النَّص مستخدمًا فيه الاستفهام الإنكاري ليثير المتلقي ويحفزه.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بقلم الأستاذ/ عماد الدين قرشي محمد حسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى