قال الله سبحانه وتعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
يسعى الإنسان لتحقيق العديد من الراوبط والعلاقات المتعدّدة والمختلفة، والزيادة في المعارف وتوطيد العلاقات والصداقات والروابط الاجتماعية،إلا أن أهم علاقة يجب الحرص عليها وإقامتها بمختلف الطرق والوسائل والإمكانات هي العلاقة مع الله سبحانه
و تعالى .
وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في أهمية الصدق مع الله: “ليس شيء أنفع للعبد من صدق ربه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله .
يعد الصدق مع الله من أعظم وأشرف أنواع الصدق، ولا يصل العبد بنفسه إلى الصدق مع الله تعالى إلا بتحقيق الإيمان والاعتقاد الصحيح في النفس، مع الحرص على أداء الطاعات، والتخلق بالأخلاق الحسنة الكريمة.
أهمية الصدق مع الله :
حث الشرع الحنيف على العديد من الأخلاق والمكارم، وقد جاء الحث على الصدق في مقدمة هذه الفضائل؛
حيث إننا نجد الله -سبحانه وتعالى- يحث عباده على الصدق في العديد من الآيات الكريمة مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين)
كما أمرنا الله الصدق في الأفعال:
يكون الصدق في الأفعال من خلال الالتزام بأوامر الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن يصدق باطن المسلم ظاهره؛
فلا يظهر خلاف ما يبطن، ولا يطلب رضا الناس من أفعاله؛ بل يجعلها كلها خالصة لله -تبارك وتعالى-
يجب أن يكون الصدق في الاعتقاد من خلال تحقيق أركان الإيمان كاملة؛
الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وأن يصدق بهم تصديقاً جازماً دون ريب أو شك.
و علينا الصدق في النوايا:
يكون الصدق في النوايا من خلال الإخلاص لله -سبحانه وتعالى- في كل الأقوال والأفعال، وأن يكون هدف العبد من أفعاله وأقواله تحقيق رضا الله -سبحانه وتعالى-، وأن يرغب في الجزاء منه تعالى دون سواه .
ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره، ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره)
وتجدر الإشارة إلى أنّ الله تعالى أمر عباده بعباده، وتقواه وخشيته في السر والعلانية، والصدق معه في الأقوال والأفعال، وسائر أمورهم.
كما حذر -سبحانه وتعالى- من الكذب ومخالفة الظاهر للباطن، وأن يقول المؤمن خلاف ما يفعل .
ثمرات الصدق مع الله :
يوجد للصدق مع الله -سبحانه وتعالى- العديد من الفوائد التي تعود بالخير على صاحبها في الدنيا والآخرة، و من هذه الفوائد :
– تحقيق رضوان الله سبحانه وتعالى في الوصول إلى منزلة الأبرار والأخيار والصديقين.
– تحقيق الطمأنينة في القلب والنفس.
– دخول الجنة.
– إجابة الدعاء.
– الأجر الكبير من الله -تعالى-.
في النهاية الصادقون مع الله هم خيار الناس ، على المسلم أن يكون صادقا مع الله وصادقا مع الناس وصادقا مع نفسه.
الصدق مع الله:
وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياء ولا سمعة ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله.
الصدق مع الله تعالى ليس شيئاً نتجمل به ، ونقنع به أنفسنا وندع العمل ، بل الصدق مع الله يكون في النية ، ويكون في العمل إذا قمنا به .
ندى فنري
أديبة / صحفية