مقالات مجد الوطن

الاختلاف في الرأي

 

غالباً ما يتملكنا الحماس عندما نناقش موضوع ما مع شخص آخر ،ندافع عن آرائنا، و وجهة نظرنا بشدة ،حتى أننا نرفض الاستماع إليه لأن عندنا افتراض مسبق بأن الطرف الآخر في النقاش مخطئ ،و يجب ألا ندخل معه في الحديث .

هل سبق و انهزمت في مناقشتك …و شعرت أن الحق معك، لكنك لاتعرف كيف توصل وجهة نظرك!

هل سبق و تحولت مناقشتك إلى معركة وجدانية حامية … أو تطورت إلى معركة بالألفاظ .

هل شعرت يوماً بأن الطرف الآخر في النقاش معك خرج صامتاً، لأنه فقط يريدك أن تسكت
و ليس مقتنع بوجهة نظرك .

إذا سبق وحدث معك أي مما سبق فاعلم بأنك لست مناقشاً جيداً ،لأن النقاش فن راق و حساس و له أصول خاصة في النقاط التالية :

تستطيع إقناع الطرف الآخر ،بوجهة نظرك دون أن تسبب له جرحاً
أو احراجاً .

_ لا تقاطع محدثك ودعه يعرض قضيته كاملة .
_ توقف قليلاً قبل أن تجيب عندما يوجه إليك سؤالاً
و توقف لبرهة قبل الرد
_ لا تصر على الفوز بنسبة 100 % فالأشخاص الذين يختلفون معنا في الرأي يجب التفكير من منظورهم
ومن يعلم قد تغير رأيك عندما تفعل ذلك
_ حاول أن تكرر العبارات ( أنا أتفهم وجهة نظرك )
( أنا أقدر ما تقوله
و اشاركك في شعورك )
_ اذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك فلا تذكر رأيك الخاص لأن الطرف الآخر سيتضايق و سيشكك في مصداقية كلامك
_ اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه

الأشخاص الماهرون
و الذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة
و يتركون له مخرجاً لطيفاً من موقفه

أثناء الحديث انتبه :
* تحدث بصوت معتدل
وو اضح و بهدوء
* راع مشاعر الآخرين
*استمع ضعف ما تتكلم
* لا تكذب المتحدث
* لا تجادل
* حافظ على مشاعر الآخرين و اختر كلماتك بعناية
* كن مستمعاً طيباً
* إذا أردت أن يسر بك الناس … تكلم فيما يسرهم
و يسعدهم
* تجنب الآتي آثناء الحديث مع الآخرين
– التكرار :
– حلف اليمين
– الغيبة و النميمة
– تجنب المواضيع الحساسة
– إياك أن تتحدث عن حياة شخص غير موجود
– لا تدخل مع العنيد أو الثرثار في حوار
– ابتعد عن نقل الأخبار
– إياك أن تنطق كلمة غير متأكد منها

اختلاف الآراء والمصالح ليس بالضرورة شيئاً سلبياً
بل قد يكون الاختلاف الصحي سبباً في نجاحنا بطرق لم نتوقعها قط.

تذكر أن في كل نقاش هناك طرفان على الأقل وبالاستماع إلى الآخر فإنك تكتسب معرفة ودراية وتصقل رأيك وتحسنه

وأخيراً وليس آخراً علينا أن نكون لبقين عند فوزنا بالنقاش فليس المطلوب أن تتمتع بالروح الرياضية فقط عندما تخسر بل أن تكون كذلك في حالة الربح
و هو على نفس القدر من الأهمية
هذا من شأنه يظهرك أكثر نضجاً و تملك شجاعة حقيقة

خلق الله عباده وهم ليسوا على شكل واحد، ولا طباع واحدة، و الاختلاف هو سمة طبيعية وسنة واقعة قال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ

ندى فنري
مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى