الكاتبة/ أحلام بكري
…………………
عاد للمنزل مُثقلاً حاملاً جسد الخيبة
يجُر خلفهُ سلاسل الوهن..
يُطوّق عنقهُ طوق الوحدة حتى يكاد يختنق..
يداهُ مقيدة بالكآبة تحمل الساقط من عينيه الذابلة..
دخل مهجعهُ ورمى ما تهالك من جسده على سريرهُ..
أغمض عينيه فلم يجد غير السواد
فتحها فلم يجد سوى سقف غرفتهِ يكاد يُطبق عليه ؛ ليخنق ما تبقى منهُ
نهض مسرعاً..
لم يكن أمامهُ إلآ تلك المرآة المعطوبة
أقترب منها فلم يجد مبتغاه ، وجد شخصاً آخر لا يعرفهُ ، تكسر بحدة في المرآة بفعل ذلك العطب بها..
(صرخ مذهولاً قائلاً 🙂
يامن تقبع بالمرآة أنت لم تفعل شيئاً بنفسك بل المرآة المكسورة حولتك لشظايا جسد..
أنت تُشبهني تماماً..!
خرج من مهجعهِ فرحاً ، كأنهُ وجد جواباً لكل ما دار في خلدهِ..
(كان يصرخ ويقول:)
الحمد لله لستُ أنا من فعل ذلك
بل من حولي ، حاكوا لي روحاً أخرى في جسدي ، وأنا لبستُ ثيابهم البالية..
الحمد لله
أستطيع أن أخلعها..
الحمد لله
بإمكاني أن أعود كما أنا ، أعود لنفسي..
الحمد لله..
ولكن..!
(صمت قليلاً مُطرقاً رأسهُ برهةً من الزمن ، ثم تلفت حولهُ ، قائلاً:)
.
لكن ، من سمح لهم بذلك..؟!
.
ألستُ أنا بسذاجتي ، بغبائي..!؟
.
(عاد مسرعاً للمرآة وقام بتحطيمها قائلاً:)
يجب أن أتحطم كالمرآة تماماً ، كي أصنع مني شيئاً مختلفاً ، لا تمسهُ يدُّ البشر..
……………