أزِفَ الرحيلُ
وفي بحارٍ من أسى
أبحرتُ وحدي
فتكَسَّرَ المجدافُ
في كفَّي
وكَفُّ الموجِ مَزَّقَ وجهَ أشرعتي
وأنا أُنادي…
أستغيثُ…
وأستغيثُ..
وأستغيثْ..
لكنْ لا مجيبُ ولا دليلْ!
أزفَ الرحيلُ
وذكرياتي دفترٌ مفتوحُ
في أقصى خيالاتي
إذا هَبَّتْ رياحي
قَلَّبَتْ أوراقَهُ
وأنا أعيدُ سنينَ عمري
في ثوانٍ بارداتٍ
قد بَلَغنَ المستحيلْ
أزفَ الرحيلُ
وغيمةُ الأحزانِ تُمطرُني حميما
فتذبلُ كلُّ أغصاني
وأزهاري تذوبُ هناكَ
والأوراقُ من شجري
على ساحِ الوداعِ تساقطَتْ
والروضُ يبكي
عندَ ساعاتِ الفراقِ
ويندبُ الصبرَ الجميلْ
أزفَ الرحيلُ
وكلُّ شئٍ باتَ من حولي غريبْ
ماعدتُ أعرفُ من أنا!؟
أصبحتُ أسألُ كلَّ شئْ
هل ياتُرَى قد أنكَرَتني هذه الدنيا؟
وذاكَ الروضُ
والأزهارُ
والأطيارُ
والأصحابُ
والأهلونَ
والخلانُ
والماءُ المعينُ السلسبيلْ؟
أزفَ الرحيلُ
ولمْ أٌوَدِّعْ غيرَ أحلامي التي
أصبحنَ من بعدي غريباتٍ
على كفِّ النَّوى
واليأسُ يعصفُ بي
يقولُ مُلَوِّحَاً :
هَيَّا…
لقد أزفَ الرحيلْ …
سلمى النجار
الحس المرهف
غزال المدينه………