مجد الوطن – حامد السلمي :
ما إن ترتدي مناطق السعودية غلافاً شتوياً كثيفاً، يستبشر السعوديون بسرور وابتهاج، وكأنما علاقتهم بهذا الفصل من فصول السنة تحديداً، علاقة حب جوهرها البرد، وإطارها الرغبة في الدفء، لذا ما إن تكتسي البلاد بأجواء باردة ومناظر طبيعية خلابة شكلتها الغيوم والأمطار، حتى يقضي السعوديون وقتاً أطول خارج منازلهم للاستمتاع بالأجواء الشتوية.
إذ يقضي البعض من السعوديين الذين يحبون فصل الشتاء، وتربطهم علاقة جميلة به، وقتاً أطول في الشاليهات الخاصة، فيما البعض يفضّل الذهاب إلى المطلاّت الحديثة التي باتت متوافرة في المدن الرئيسة، وبخاصة العاصمة الرياض التي باتت مترامية الأطراف.
ويحب البعض مثلاً في هذا الفصل الذي يصفه كثيرون بالحميم “السهر” فللشتاء مزاج خاص، حتى في الأغنيات، والأشعار فمعظم تلك الأفكار الإبداعية التي تتصل بهذا الشتاء تستدعي صور الحنين وترخي جموح الخيال لفكرة الكبرياء، ناهيك عن الذهاب إلى المقاهي وازدهار سوقها بشكل لافت.
من جهته، يقول الباحث الاجتماعي، الدكتور حسن بصفر، يعشق السعوديون فصل الشتاء وتفاصيله المبهرة، نظراً إلى رغبتهم في الاستمتاع بالأجواء الجميلة والمناظر الساحرة والنسائم الباردة، وأضاف في حديثه يتنزه السعوديون في فصل الشتاء في المناطق البرية، فضلاً عن التخييم، والتجمع حول شبة النار والالتفاف حولها، والسمر في الليالي الشتوية تحت النجوم وممارسة الألعاب الشعبية والتراث الشعبي وسرد القصص والحكايات، وأشار بصفر إلى أن في فصل الشتاء تتهيأ الأسر السعودية للموسم عبر تجهيز الموائد والأكلات الخاصة بهذا الفصل وشراء الملابس للتدفئة.
من جهته، يقول المتخصص في الأرصاد تركي المطرفي، كما يعلم الجميع فإن مناخ السعودية صحراوي، فيما تصل درجات الحرارة في الصيف إلى الخمسينات مئوية في بعض المناطق.
ومعظم أيام السنة فإن الأجواء جافة وصحراوية وقليلة الأمطار، لذا هذا ما يدفع السعوديين إلى الاستمتاع بفصل الشتاء والخروج إلى النزهات البرية وما تسمّى “بالكشتات”.
ويشير المطرفي إلى أن المربعانية تعد أفضل أيام التنزه وما يعرف بالكشتات، لافتاً إلى أنها يتخللها ثلاثة نجوم وهي الإكليل 13 يوماً، والقلب 13 يوماً والشولة 13 يوماً.
