ضيف الله مهدي
الحياة مستمرة ولكل أجل كتاب ، وقد كتب الله لك الحياة وتكفل برزقك وجعل عمرك بيده ولا يستطيع كائن من كان أن ينقص من عمرك ثانية واحدة أو يزيد فيه ثانية واحدة. ولا يستطيع كذلك كائن من كان أن يزيد في رزقك أو ينقص منه ، والحياة فطنة وعمل وتعامل مع المواقف والحياة حظوظ وأقدار ولذلك نشاهد ونسمع يوميا ونقرأ الكاسبون والخاسرون والأصحاء والمرضى والمحتالون والمحتاجون والمعوزون .. وكل في فلك يسبحون .
هناك من لديه نظرة تفاؤلية في الحياة وهناك من لديه نظرة سوداوية تشاؤمية في الحياة .. والظروف والبيئة الداخلية والمحيطة والتركيبة النفسية لها دور فيما هيحصل للفرد .
فشخص نشأ في أسرة فقيرة معدمة فقد والده أو أمه أو كلاهما يختلف عن طفل نشأ في أحضان والديه وفي فمه ملعقة من ذهب .
وطفل جاء إلى الحياة من أبوين شرعيين يختلف عن طفل جاء إلى الحياة سفاحا ..
وطفل نشأ بين أبوين وأسرة متعلمة يختلف عن شخص نشأ في أسرة غير متعلمة وجاهلة .
وهكذا كما للأسرة شأن فإن للبيئة شأن أيضا . وكل له تأثيره الإيجابي والسلبي ، والطفل يتأثر بكليهما ..
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
على ما كانَ عَوَّدَهُ أبوه
وما دانَ الفَتى بِحِجىً ولكن
يُعَلِمه التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
تمر بنا جميعنا ظروف فمنا من يبقى متماسكا ومنا من تهده تلك الظروف وتمرضه بل وتميته .
أنت جئت للدنيا بأمر الله وقدره وسترحل منها بأمر الله وقدره وفي كل منا من ينادينا إلى الخير ومن يسحبنا إلى الشر والله قد قال عن الإنسان : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد )، وقال سبحانه أيضا : ( وهديناه النجدين ).
في الحياة متناقضات كثيرة ، فهناك من يتسبب في ألمك ومرضك وحزنك ، وهناك من يعالجك من كل هذه . وهناك من يعطيك وهناك من يأخذ منك !.
وهناك من يقودك إلى طريق الخير والسعادة والأمان وهناك من يقودك إلى طريق الشر ، وهناك من يسرق أموالك بطرق متعددة ومتنوعة وهناك من يستثمر لك أموالك .. وكثيرة هي المتناقضات .. وقد أهداك الله من نعمه وكرمه عقلا تميز به الأشياء حولك. وهناك من يعلمك الخير وهناك من يقول حكما وهناك من يقرأ وهناك من يطرب وهناك وهناك الكثير والكثير وأنت تعامل مع الظروف والأشياء المحيطة بك والتي تساعدك على السير في الطريق السليم الصحيح حتى تعود للجنة دار الخلد حيث لا نصب ولا تعب ولا حزن ولا مرض ولا تجد من يحتال عليك ويسلب أموالك وحقوقك ويغتابك ويوشي بك ويشوه سمعتك وصورتك عند الآخرين. وجاهد نفسك وتغلب على ظروفك حتى لا تكون من أهل الشقاء والتعاسة .. ولكل طلاّب بضاعة وسوق .