الإنسان العاقل الراشد، يسعد بوجود صديق إلى جانبه، يتشارك معه كل اللحظات السعيدة، و تقلبات الحياة ،
و الأصدقاء لهم تأثير كبير على صحتنا النفسية و العقلية و البشر ليسوا سواسية في كل شيء .. أنت تستطيع أن تميز بين الصديق الجيد و الصديق السيء، فالصديق الجيد نعمة من نعم الله على الإنسان، لأنه يعينك على الخير
و الصلاح، و يذكرك بالطاعات ، حريص على مرضاة الله و يمدك بالطاقة الإيجابية … يدعمك في الأوقات الصعبة ، يحترم مشاعرك،و تحس معه بأنك على طبيعتك،يصدقك القول عن نفسه و عنك ، يقف إلى جانبك ، و يعينك على فعل الخير و يحثك على ترك المعاصي … يلتمس لك العذر إذا أخطأت بحقه ، يحرص على السؤال عنك و عن أحوالك ، لا يحقد لا يحسد ، و إذا رأى منك عيب ستره،و كلما ازداد الاحترام المتبادل والمودة، بينكما كلما ازداد عمق الصداقة …
أما الصديق السيء فهو الذي يقوم بأعمال سيئة و حياتك معه لا تتقدم و لا تتأخر، و العلاقة معه هدامة لا بناءة، و الجلوس معه ضياع لوقتك ، و ضياع لمسؤوليتك، يضعف همتك و يقلل من عزيمتك ، و يشغلك بتوافه الأمور و إذا ائتمنته خانك ، صاحب الغاية يصحبك ليستفيد منك و يتخلى عن الصداقة عندما يصل إلى هدفه منك ،قاطع للرحم ، ينتقدك بشكل مستمر دون الاهتمام بالتأثير السلبي لهذا النقد ، يخفي حسناتك و يذيع سيئاتك ، متتبع للعيوب ، النمام كما ينم لك ينم عنك ، سريع الانقلاب يكون معك في الرخاء و يتركك في البلاء ، منافق ذو وجهين يظهر لك حبه ،و يخفي عنك ما في باطنه، العلاقة معه مرهقة لأنه يفتقر إلى النزاهة في تعامله معك …ضرره محقق فهو يشبه الحداد ،الذي يعمل أمام النار فإن مجالستك له و اختلاطك به يعرضانك إلى شرارة من ناره، تحرق ثيابك، و إذا كنت تتمتع بالشخصية القوية، التي تحميك من الإنحراف فسينظر الناس إليك نظرة ،فيها شك و اتهام لأن الصديق مرآة صديقه …
في النهاية اختر من ، تستطيع أن تفخر به، فالأصدقاء الحقيقيون هم أشخاص ناجحون في حياتهم، يتميزون بالأخلاق الرفيعة والحميدة ويترفعون عن السلوكيات المنحرفة التي قد تجعلك خجولاً من معرفتهم، و سيساعدونك على النجاح وسيلعبون دور المرشد إلى الصواب في حياتك …
ندى فنري
أديبة / صحفية
