كلنا نسعى لأن نكون محبوبين ، و المحبوب بين الناس ،محبوب عند الله عز وجل ….
و المحبة مجموعة من المشاعر، والعواطف ،التي يحتاجها الناس، للاستمرار بحياة صحية ومريحة .
هي نوع خاص من أنواع الحب وتدل على الحب اللامحدود و اللامشروط ، حتى أنها حالة أسمى بكثير من الحب، لأنها حالة عامة وجماعية .
أن يتمتع الفرد بمشاعر المحبة تجاه الآخرين من الممكن أن تجعله سعيد وراضي، ويشعر بالراحة والطمأنينة
فهي وسيلة تجعل منه إنسان ناجح ومتفوق، في سائر مجالات الحياة، لأنه سيلقى أثر محبته في قلوب الناس وفي رضا الله عنه.
يظن العديد من الأشخاص أن المودة والمحبة كلمتان تحملان نفس المعنى، لكن بالحقيقة هما كلمتان تختلفان في المعنى ، رغم ارتباطهما الدائم مع بعضهما ، فالمحبة هي صفة نفسية تنبع من القلب، والمودة هي صفة عملية تقع بعد وجود الحب …
الحب في الله سبحانه و تعالى يكون تجاه كل من استقام على أمر الله وابتعد عن معصيته، ولا يتأتى هذا الحب إلا تبعاً لما يحبه الله فحينما يتملك حب الله تعالى القلب، أوجب ذلك محبة ما يحبه الله سبحانه وتعالى …
ليكن وجهك باسماً ، و كلامك ليناً
و أحسن إلى الناس، تستعبد قلوبهم
فأساس المحبة بين البشر هو الحب
و التسامح فيما بينهم ، و حسن الظن بهم …
الحب يساعد المرء على اكتشاف نفسه أكثر، فيظهر الشخص المحب قدرته على تقبل الطرف الآخر، والصبر على مواقف الحياة .
و المحبة تجعل الناس تتمنى الخير لبعضهم البعض ، و تعني أن تتأنى، وترفق، و ألا تحسد. و لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح، . ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق.
و من صفات المحبة أيضا أن تصبر على التعدي، و لا ترد الصاع صاعين و تعفو عند المقدرة و لا تحزن لحصول الآخرين على الخير والبركة و لا تطلب المدح والشهرة، و لا تتعالى ولا تتكبر، و لا تقول الكلام القبيح عن الناس، ولا تعمل القبيح وتتحمل كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء …و يمكن اعتبار الشخص المحبوب عنده زيادة كبيرة في الوعي ففعل الخير وحده لا يكفي، وربما لا يكون فضيلة فهناك من يفعل الخير مجبرًا مضطرًا أو عن خوف… وهناك من يفعل الخير لمجد أن ينال عنه مديحًا من الناس أو مكافأة… و هناك من يفعل الخير رياء لمجرد حب المظاهر ، وغيره قد يفعل الخير وهو متذمر في قلبه، فظاهر شيء. وقلبه شيء عكس ذلك تمامًا.
إن نقص المحبة يوجد البغضاء والكراهية و الشماتة والفرح بالإثم والحقد ، وقد يتطور الأمر في الأحيان إلى الشتيمة ، والإدانة والتشهير وإشاعة المذمة ، والتعالي، وعدم الاحتمال، والقسوة…
فإذا كنت تبحث عن السلام انشر المحبة فهي تزيل العوائق ، و تسهل لنا المضي في دروب الحياة…
الإنسان الفاضل هو الذي يحب الخير، حتى إن لم تساعده إمكاناته على فعله ، وإن فعل الخير لا يقصد من وراءه مكافأة ، بل يجد لذة في فعل الخير وكل علاقة تبنى على المحبة تبقى قوية ولا تتزعزع.
و المحبة تنمو بالممارسة …
ندى فنري
أديبة / صحفية