لا يكون المرء أكثر حيوية
كما يكون بحالة المراهقة ( مراهقاً )
إذ تدفق الكيمياء في الدماغ
ماقد يحوِّل حياته إلى قصة
بمعايير ملحمية .
فإن حصلت على علامة ممتازة ،
تشعر بأنك قد فزت بجائزة ” بوليتزر”
وإذا قضيت ليلة السبت بمفردك
ستشعر بالوحدة الأزلية .
وتصبح شريكتك بالمختبر
ورفيقة عملك في المناوبات الليلية
حب حياتك الأعظم .
فمع بداية سنتي الثانوية الآخيرة
لم يحصل معي أي شيئ يذكر
ليحسسني إني اقتحمت أنثى
كعمل فاسق مميز أو مثير للإهتمام
على الإطلاق .
كنت ممتناً حيال حياتي
وقتها كان لي أعز صديق مميز
لا بل صديقان بل ربما أكثر من ذلك
استرخِ قليلا ، ستبلى بلاء ًحسناً
هاأنا أنظر من نافذتي
إلى عيون والديَّ العجوزين
لقد وقعا في الغرام مبكراً
حين كانا في مثل سني ( بالمرحلة الثانوية)
وكتاباتي لطالما استحوذت على شغفي
وكم تمنيت منصباً بالمدرسة
كرئيس تحرير لصحيفة المدرسة
كنت أرغب بمنصة أعبِّر من خلالها
عن نفسي وعن نظرتي للعالم فقط .
لكن لم تنفعني المنصة
لعلي كنت أقل جمالاً من الواقع
لجذب الفتيات المتسللات بحديقة أبي
لم يكن لدي ماأقوله فعلياً
قد كنت خال الوفاض
ذا بنية جسمية نحيلة
وشعر مجعّد يتقلص فوق أذنيَّ
تطفو المياه فوقه أثناء وقوفي
تحت دش الإستحمام
فلم يحصل معي شيئ جدير
بالإثارة مع فتاة مراهقة
فالقوانين في بلدتي ترفض ذلك
والتقاليد والعادات تقتل الخلوة والإنفرادية
فالحب ممنوع في بلدي
لأكتب عنه قصصاً كاذبة
وأساطيراً خرافية لم تحصل أبداً
ولكن باليوم الذي حصلت فيه
على المنصب وشهادة التخرج
انتهت قصتي بزواج مبكر
حيث أراد أبي
وحيث انتظرن تلك المقربات لي من بنات الحارة
لم تكن هناك بتاتاً أي مقدمات
لقصة شيئ ما حصل آخيرا ً
انتهى النص خالياً من القبلة الأولى
التي كنت أحلم بها في الصفوف الإعدادية
فأفلام ( جيمس بوند )
لم أحقق نهايتها الجميلة
التي حلمتُ بها ذات مساء
حيث سيجارتي وقميصي مفتوح الأزرار
انا الآن افتح دولاب غرفتي
لأشاهد فستانها الأبيض ليلة زفاف
في غفلة انتظار السناجب للجوز
وقفة قصيرة فقط
لأسمع شخيرها الأزرق يفسد المساء
وتزعجني السحالي الصغيرة الساخرة
والمتجسسة و المتطفلة
تحت وسادتي الخالية …..
……………………………….
أبو حليم ……