مقالات مجد الوطن

(شكر وامتنان)  *رفقا بنا يا أبا هشام*

 

حاشاك والله من اللؤم، وما أنت إلّا نشميٌّ من نشامى، وكريم من كرام،ووفي من أوفياء، وقلم موهوب، سيال متمكن، أخذت على عاتقك، بيشا، بواديها، وبحرها، وسهلها، وساحلها، وإنسانها، وكل قراها، شجعت، وأثنيت على النابهين، ولمتَ ونبّهتَ المقصرين،وسعيتَ جاهدا، صادقا في كل مسعى يفضي إلى صلاح المحافظةِ، ويصب في خراج رفعتها، وتميزها، ولكم أخذت بأيدي الموهوبين، وخلدت سِيَرَ الأعلام المؤثرين،وكان الناس حولك فئتان، معجب مشجع، وناقم مثبط، وهكذا الناس حول كل كريم، وكان بإمكانك، يا أبا هشام، أن تضعف أمام أعداء النجاح، وأن ترفع الراية البيضاء، وتكبح جماح نفسك الطموح، وتلجم قلمك البيشي النبيل، كان بإمكانك كل ذلك، لكن أبت عليك نفسك المجبولة على حب الخير لبيش، ولبنيها، ولكل الناس، فبريت القلم، وشحذت الهمم، وواريت الألم، وأجريت القدم، لتعانق القمم.

وفيت لبيش مكانا، وأفنيت جهدا ووقتا، ومالا، وأعصابا، في سبيل رقيها، ولو استطعت، لنقلتها من الثرى إلى الثريا، ومن الأرض إلى السماء.

ووفيت لبيش إنسانا، وها أنت حتى في سفرك، وفي إجازتك، وفي خضم ترويحك عن نفسك، وعن أسرتك الكريمة، تترك كل ذلك جانبا، وتلتفتُ لفتةً، إنسانية، أبويةً، حانيةً، لترد على أحفاد أخي، وابن خالتي، الأستاذ الشاعر الأديب محمد بن صالح جوحلي.

أيَّ قلبٍ بين أضالعك تحمل؟!

وأيَّ نفسٍ نقيةٍ، رقيقةٍ، في ثناياك تجول؟!

يا أبا هشام،إن الذي تفعله أنت ببساطة، وطواعية، ليس بالأمر اليسير، ولا الهيّن، ولكنها النفس، إن شرُفَتْ، شرُفَ العمل، وإن عظُمَتْ، استصغرتِ الصعاب، وجاوزت الآفاق سموا وتحليقا.

أصالةً نفسي، ونيابة عن كل محبي أبي فؤاد أقول : أسعدتنا والله بحديثك عن أبي فؤاد، وأبهجت قلوبنا بوفائك له، وحلقت بنا سرورا واغتباطا، بإنصاف ذلك الإنسان الحقيقي، والمربي الفاضل، والمراطن الصالح.

وبعد كل أياديك البيضاء، وحروفك البيضاء، وروحك البيضاء، ماذا عسانا أن نقول؟!

وبعد كل البياض الذي خلعته علينا، وبعد كل النقاء الذي أسقيتنا، وبعد كل النور الذي غمرتنا بهالاته؟!

ماذا نقول، بل ماذا يليق برجل في علوك من الشعر، والنثر، وصادق الشكر؟

ماذا يكافئك من المشاعر لأدوّن، ومن الحروف لأنثر، ومن البيان لأبتكر؟

سأستعير أبياتا كان قد أملاها عليّ قلبي، وكنت قد بعثتها لأخي (…) الذي لم تلده أمي،وليسمح لي أن أقول لك أيضا :

يا آخرَ النبلاءِ في دنيايَ هلْ

شعرٌ يُجسّدُ شخصَكَ المَرْمُوقا؟

 

كلُّ القصائدِ عن عُلاكَ تقاصرَتْ

ماذا عسايَ أصُوغُهُ لِيَلِيقا ؟

 

صقرُ القَصيدِ وكنتُ قد أَرْسَلتُهُ

حُرًّا يُجَوِّبُ في سماكَ طليقا

 

فسمَا بعيدا في فضاكَ وعادَ لي

ليقولَ كم أرْهَقْتُهُ تحليقا

 

وبعدُ يا سليل الكرام الماجدين أعود فأقول :

 

ماذا أحدّثُ عنكَ ضيفَ اللهِ

عِلماً ومُنتسباً ورفعةَ جاهِ؟

 

ماذا أحدّثُ عن سليلِ أماجدٍ

ضاءوا على الدنيا بنورَ جِباهِ؟

 

قَبَسٌ من الأشرافِ مدّ على الدنا

نسباً فشعّ النورُ دون تناهِي

 

سكنَ القلوبَ لحُبِّهِ وإذا بِهِ

نغمٌ طروبٌ ذابَ في الأفواهِ

 

غنيتُ ضيفَ اللهِ فائتلقَ المدى

شَهْداً يحيلُ الشعرَ فوق شفاهي

 

وإذا سُئلتُ تحِبُّهُ جاوبتهمْ :

وأودُّهُ ما عِشتُ أي واللهِ

 

حمود القاسمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى