د . ضيف الله مهدي
البارحة اتصل بي الأستاذ عبد الله الشاجري من العاصمة الحبيبة الرياض .. يبارك ويهني بمناسبة زواج هيثم ، ويعتذر أنه لم يستطع الحضور بسبب أنه يراجع مستشفى الملك خالد ، استمرت المحادثة ساعة ونصف استحضرنا فيها وعصرنا الذاكرة لسنوات ماضية هي من أجمل سنوات العمر حينما كان مديرا لمكتب تعليم بيش وهو من أفضل الإداريين الذي زاملتهم وتعاملت معهم . الأستاذ عبد الله ترك فراغا لن يسد !
لأنه رجل إنساني بالدرجة الأولى قبل أن يكون مديرا أو مسؤولا .. في عهده تفوق مكتب بيش واحتل المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية وكان عهده العصر الذهبي لمكتب بيش . بداية عرفته وكيلا لمتوسطة الظبية ثم مديرا لمدرسة حي الملك فهد بالظبية ثم مشرفا تربويا بشعبة الإدارة المدرسية بإدارة تعليم صبيا ثم مديرا لمكتب تعليم بيش ، أمين ومخلص ومن توجيهاته لنا كمشرفين ، كيف أراقبكم وأتابعكم وأنتم القدوة والإخلاص والأمانة .. لذلك كان مكتبه مفتوحا طوال الوقت وكل شيء على مكتبه وأدراجه حتى الأختام ، ولم يفقد شيء أو ورقة طيلة ١٣ عاما قضاها مديرا لمكتب تعليم بيش .
الله الله كم هو رائع ، جعل الجميع مشرفين وإداريين على قلب رجل واحد . وهكذا يصنع العظماء الرجال ..
كنت كتبته عنه في سلسلة أعلام من بيش ، وكل من عمل في بيش وشرب من واديه العظيم ومشى في طرقات وشوارع ومزاقر مدينة الحسن والجمال اعتبرته بيشيا ، فبيش قطعة من الجنة أهداها الله لأهل بيش ومن سكنها والعابرين والمارين بها فالخير والبركة والسعادة فيها وقد زاد جمالها وحسنها أكثر وأكثر اهتمام القيادة السعودية بها واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان بها ومتابعته للمشاريع المنفذة بها . وكذلك نائبه .
كتبت : الأستاذ عبد الله بن عيسى الشاجري
يمتد به النسب الكريم حتى سيدنا أمير المؤمنين أبا الحسنين الخليفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه .
عرفته أعظم إداري تعاملت معه ، فهو يتعامل تعاملا رائعا بإنسانية فائقة ليس كمثله أحد في تعامله .. حوى كل المحاسن والفضائل ، كساه الله بالتواضع وجمله بحسن الخلق وطلاه بالتدين وزينه بالإنسانية .. كتبت عنه يوم تقاعده ، تحت عنوان : رحيل العندليب ، فسال لعاب لسان يدي فتناثرت منه الكلمات والجمل قائلة : ” سلام عليك أيها الوطن الغالي .. سلام عليك شرقا وغربا ، جنوبا وشمالا .. فأنت بلد الأمن والأمان والعدل والحزم . بلد المقدسات و مهبط الوحي وقبلة المسلمين ، ومولد ومبعث خاتم النبيين والمرسلين .. فيك الذهب وفيك البترول وفيك كل شيء والأهم والأجمل أنك يا وطني مصنع الرجال .. نعم أنت مصنع الرجال . وكلما رحل رجل أو تنحى جاء آخر مثله أو يفوقه . ولعلي سأتحدث عن رجل ليس كمثل بقية الرجال . رجل حوى المحاسن كلها والفضائل والأخلاق والآداب والإنسانية .. فهو إنسان بكل ما تعنيه كلمة الإنسانية وبكل ما تحويه من معنى .. أصنفه دائما من الأشخاص الأصحاء نفسيا . يحمل قلبا أبيضا كالثلج يحوي ويتسع محبة الناس جميعا . رجل أمضى عمره وأفناه في خدمة وطنه في سلك التربية والتعليم . بدأ حياته في الاتصالات السعودية ولكن شغفه وحبه وولعه بالتربية والتعليم جعله يتجه إلى هذا الحقل الكبير الذي يصنع ويؤسس الإنسان ويكونه تكوينا سليما صحيحا . بدأ معلما للغة العربية وتدرج حتى أصبح وكيلا لمدرسة الظبية المتوسطة ثم مديرا لمدرسة حي الملك فهد بالظبية ثم مشرفا تربويا بشعبة الإدارة المدرسية بإدارة التعليم بمحافظة صبيا وتقلد مناصب وعضويات عدد من اللجان ثم مديرا لمكتب التعليم في بيش ها قد كشفت شخصية من أتحدث عنه إنه الإنسان الشاعر الأديب الأريب والخطيب المفوه والتربوي القدير الأستاذ عبد الله بن عيسى الشاجري . الذي أمضى أكثر من ٣٥ سنة في التربية والتعليم . عندليب جازان .. صدق وأمانة ووفاء وإخلاص ومثابرة وهمة وإنسانية وتعامل فوق ما يتصور العقل . وعلم وتواضع ونزاهة . بعد خمس وثلاثين سنة يترجل الفارس برغبته ويترك أثارا لن تمحيها السنوات مهما طالت .. من العطاء والجد والاجتهاد والمثابرة والرغبة في التميز والتفوق .. تربع مكتب بيش وتفوق على كل مكاتب إدارة التعليم في صبيا .. ثم تفوق على كل مكاتب التعليم في المملكة العربية السعودية واحتل المركز الأول في المؤشرات الإشرافية . ووصل طلاب مدارس مكتب بيش للعالمية وحققوا مراكز متقدمة محليا وعالميا . ترجل الفارس وله مواقف عظيمة مع جميع من كان تحت إدارته في مكتب التعليم في بيش .. يتقبل الرأي والنقد بكل نفس هادئة متزنة ولا تحدث في نفسه أي ردة فعل سلبية . تمنياتي بالصحة والعافية والحياة الهادئة لأستاذنا الجليل عبد الله بن عيسى الشاجري وأن يكون ما قدمه في موازين حسناته .
وأشهد أن ما كتبته لم يف الأستاذ عبد الله حقه ولكن قدمت ما استطاع لسان يدي أن ينطق به . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .