مقالات مجد الوطن

في جامع الجمعة

 

د. ضيف الله مهدي

 

اليوم الجمعة الموافق ٢٧ محرم ١٤٤٦هـ ، وفي جامع الجمعة بحي الصالحية بمحافظة جدة .. استمعت لخطيب جامع الجمعة الشيخ الفاضل الموقر الذي ألقى خطبة في غاية الروعة والجمال ، أنا كمختص في علم النفس اعتبرتها وصفة علاجية نفسية لو اتصل بي أحد الأشخاص يشكو من الألم النفسي والتعب النفسي والضيق والاكتئاب واليأس والاحباط لوصفتها له وقلت له اتبع ما قال هذا الشيخ الفاضل وما وجه به وأرشد إليه في جامع الجمعة بمحافظة جدة .

إن توبة الإنسان وذكر الله والعودة إلى الله واللجوء إليه وطلب العفو والمغفرة منه والرحمة واستغفاره عن زلاته ، سبب في تكفير الذنوب وتخفيف الألم النفسي والضيق والراحة النفسية .. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ). إذا اطمأنت القلوب انبعث منها الحب الذي يضفي على النفس الراحة وإذا أحب الإنسان نفسه حب الآخرين وإذا كره نفسه كره الآخرين . وحبه للناس يجعله شخصا إيجابيا والله سبحانه قال : ( وقولوا للناس حسنا ) ومن كره نفسه بيكره الآخرين ولن يقول للناس إلا سوءا .

طوبى لمن وجد في كتابه استغفارا كثيرا ، قال صلى الله عليه وسلم: ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً) . رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

وقال تعال : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (* ) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (* ) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). نزول الغيث يبهج النفس ويفرححها ، والمال والبنون زينة الحياة الدنيا ، والرزق الحلال والبساتين والجنات والخضرة فيها الصحة النفسية والجسمية وصحة العيون .. ( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) التسبيح والتهليل والتحميد والشكر وذكر الله ، كل تلك تكسب الإنسان السعادة والخير وحب الله والقرب منه وكذلك الصحة النفسية والطمأنينة والراحة . يعبد الله مقبلا إليه ساعيا ومجيبا.

قال ابن رجب الحنبلي :

لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الإنكسار ورفعوا قصص الإعتذار مضمونها: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} .

لبرز لهم التوقيع عليها:

{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} .

يقول الشاعر :

أشكو إلى الله كما قد شكى

أولاد يعقوب إلى يوسف

قد مسني الضر وأنت الذي

تعلم حالي وترى موقفي

بضاعتي المزجاة محتاجة

إلى سماح من كريم وفي

فقد أتى المسكين مستمطرا

جودك فارحم ذله واعطف

فاوف كيلي وتصدق على

هذا المقل البائس الأضعف

 

كانت خطبة الشيخ في غاية الروعة والجمال ضافية شافية كافية ، بارك الله في عمره وعلمه وجزاه خير الجزاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى