___________________
من أعظم ألأعمال الصالحة أجرًا أن ترشد الناس لفعل الخير والأعمال الصالحة ، ويكون ذلك بتذكيرهم به والدلالة عليه .
قال تعالى { وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }
فالمسلم عندما يقوم بالعمل الصالح ماهو إلّا توفيق من الله عزوجل ، ويكتب من أهل ذلك العمل ؛ فمن دلّ على الخير كان له من الثواب مثل ما يعمل صاحبه لا ينقص من أجر ذلك شيء
قال عليه الصلاة والسلام :
( من دل على خير ، فله مثل أجر فاعله )
وفي هذا التذكير ترقيق للقلوب ، وشهادة لمن أنتفع وعمل به بأنه من أهل الإيمان .
ولأن القلوب المؤمنة تتعلق بكل عمل يقربها إلى ربها عز وجل فكان من أحد وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : ( بلغوا عني ولو أية) لتعيش الأمة الإسلامية على التناصح والتعاون على البر والتقوى ، وينتشر المعروف بين الناس .
سواء كان ذلك التذكير في جلسة خفيفة أو مناسبة أو مقابلة عابرة أو رسالة جوال أو غير ذلك …..
فقد جاء في قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عندما توجه لفتح حصون خيبر : ( ٠٠٠ فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا ، خير لك من أن
يكون لك حمر النعم )
وحمر النعم هي الإبل الحمراء ، وكانت من أعجب وأنفس الأموال وأحبها إلى العرب ، لأنها من أجود الإبل وأحسنها .
فإن أخبرت أخي الحبيب من حولك بفضل المداومة على قراءة القرآن الكريم وما فيه من خير وفير مستندًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفًا من كتاب الله ،
فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ( ألم ) حرف ؛ ولكن ألف حرف ، ولام حرف ،
وميم حرف ) وبفضل الذكر لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحان الله العظيم
وبحمده ، غرست له نخلة في الجنة)
وما أجمل أن يكون لسان المرء رطب بذكر الله ، وأحب الكلام إلى الله ( سبحان الله ؛ والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر )
وفي ذلك …
قال الامام ابن الجوزي رحمه الله تعالى ينصح إبنه ( فأنظر يا بني الى مضيع الساعات كم يفوته من النخيل .
فكم من الساعات ضيعنا ؟!
وكم من النخيل فاتنا .
وجاء في الحديث الشريف عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أحب الأعمال إلى الله عزوجل : سرور تدخله على مسلم ،
أو تكشف عنه كربة ،
أو تقضي عنه دينا ،
أو تطرد عنه جوعا )
فكيف بمن يذكر الناس بصوم يوم في سبيل الله ، أو بالصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، أو بأي عمل صالح … .
فيأخذ أجر ما يفعلونه تماما دون نقصان ..
وذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، والموفق من وفقه الله تعالى ، وأعانه على عمل الخير ،
ونشره بين الناس .
الحديث ذو شجون عن هذه الأمور الدينية التي تفيدنا وتعود علينا بالخير ، وما ذكر فيه الخير إن شاء الله .
نفعنا الله جميعًا بما فيه الخير والصلاح .
ومن أصدق من الله قيلًا { … وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ }
*نبيه بن مراد العطرجي*
مكة المكرمة