مقالات مجد الوطن

سنوات الضياع 

 

بات شغلها الشاغل مراقبة التقويم

لسنوات ،وأشهر ،

وكانت تعد الايام واللحظات

دون خبر يطمنها أنه ما زال على عهده …

تتسائل متى يأذن الله لنا باللقاء ؟

باتت تفكر في تفاصيل كثيرة وترسم صوراً تبروزها بالأمنيات

التي طالما حلمت بتحقيقها معه

ابطأت الخطوات سيرها وكأنها تحاول أن تبعث لروحها المشتاقة رسالة … أنه وهم ولكنها لا تصغي

لم يعيقها الإنتظار عن الترقب لروعة الملقى؛

تحدت بعد المسافات

وتباطئ الساعات والثواني في سبيل تحقيق ما تصبو له

حاربت الأفكار المثبطة لعزمها

لا تريد تصديق ما يقال عنه

وتجزم أنه لا زال يحبها، ويذكرها ، وينتظرها، كما تزعم

وما الحيلة …. في قلب لا يهدء منه إلا به …

 

السنوات لم تقف صامتة

فقد غيرت معظم ملامحها وكأنها تكبر عام كل يوم ….

وهنت .. حتى حفرت اللهفة خنادق مليئة بالضعف والحسرة

والحيرة بين ما تسمع وما تحس

اتهموها بالجنون واللهلوسة

وروحها تأبى تكذيب إحساس من اعماقها يصرخ بها هلمي لي أنا أحبك وانتظرك !

بات القلق يقتلع حناياها

كبرت سنوات الغياب وبأن الوقار والحكمة تنتقل إلى فكرها المشوش

وبدء اليأس يذب إلى روحها النقية

وبدءت تتماثل للشفاء من مرض الحب المستحيل . .

وتستعيد نظارة الحياة وبهجة الهدوء الذي هجرها مدة ليست بالقليلة …

اغلقت مذكرة الألم وفتحت آفاق التطلع لمستقبل مثمر ورمي مخلفات الماضي في سلة المهملات ،

بخطىً ثابتة شيدت بناء ضد عوامل التصحر وزرعت أزهار الأرجوان حول سور السعادة ..

واحتست قهوة المساء على روح . . .

من غادروا …

(وخلفوا في سويد القلب نيرانا)

اخيراً استقر دخول وخروج الهواء بشكل منتظم ،

وكأنها ولدت من جديد

. . . .

وفجأة …..

وبلا سابق إنذار وعلى طاولة القدر تسمع صوت آثار فيها الفضول لمعرفة المتكلم !!

رفعت طرفة عينيها لتشاهد شخص تضن أنها رأته !!

شخص مرموق أخذ العز من مظهره مأخذ ..

عطره دوى في أرجاء الإجتماع

وساعة روليكس تزين معصمه الجذاب …

وحوله حاشية تقف طوع أمره

وكأنه لا يعرفها

في ثوان !!!!

لف شريط الذكريات

وعاد لمخيلتها سنين الحرمان

اهتزت كالجبل شامخة وقفت على قدماها ونفضت غبار الماضي الأليم ثم وضعت يد على يد أمام المرآة واقسمت الا تدع كائن من كان أن يعكر مزاجها

وتأوهت على سنوات الضياع وراء الأوهام .

بقلم البرنسيسة :

أميرة العسيف أم الأمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى