مقالات مجد الوطن

حنين القرية 

 

ماتت الرغبة بالرجوع لزمن الماضي

أوحتى تسويق الصدف لأي مكان يجلب ألم الذكريات

حيث قرية العشاق المثيرة

والعشق الممنوع ..

صعبة هي مشاعر التخلي والحرمان …

اليس كذلك ؟

حمل الأمنيات المستحيلة القابضة للقلب .. القاتلة للروح

والأحلام الموؤودة قبل آوان المخاض أكثر الماً

فقد باتت المساحات وجميع الأركان تنعى..

تحكي قصص الحنين المميت الذي كان يحيينا

والغرق بشعور المسافات

وسرقة النظرات

وتبادل الهمسات

وابتسامة فرحة القاء

حيث الشوق يسابق الأحضان والقبلات …

كلها .. تَنشُِد عنك ..

كيف كنا ؟

وكيف أصبحنا ؟

وكيف افترقنا ؟

حتى الصور والمرايا

شاركت في العزاء

الجدران الزهرية أصابها الذبول وعلاها الإستغراب

والنوافذ المضيئة صبغت نفسها بقناع اليأس من وعودك

عصافير الحب أعالي النخيل تَشغلها الحيرة

وكل ماحوت القرية حزن لآجلنا

الزوايا تقارن بين ما كنا

وما أصبحنا !!

وتُذكرنا بالمواعيد

والنوم باحضان الهاتف الصغير

وكلمات لا تنضب لساعات .. وساعات ..حتى بزوغ الفجر الجديد

وكلمات الحب العتيد

وغدت الحكاية للعيان كالكتاب المفتوح

الكل متشوق لمعرفة السر بالهمس ..

بعيداً عن الكلام

لكن العيون تفضح ما تخبئه الألسن

سؤال آثار الفضول لديهم

إلى كم سيدوم الغرام ؟

كانت توقعاتهم أصدق

وربما الحسد اخذ منهم مأخذه

ولكن ..

لا يشيء يبقى

ولا حب يدوم

تبدل الزمان ..

تبدل المكان ..

وانت .. احكمت إغلاق الأبواب في وجهي

وتركتَ الحرب لأجل ذاتك

ورفعت رأية الأستسلام لتخرج بأقل الخسائر

وتجر ورائك مخلفات الهزيمة

أخترت الرحيل ..

حزمت امتعتك

حملت معك ما تبقى من شعور في حقيبة السفر السوداء

لتبحر لصيف آخر وشمس أخرى

ولم تترك في المخيلة

سوى القليل من الرسائل والصور ..

وبعض من قصاصات متناثرة تحمل رائحة عطرك ..

مكانك خالي

تسكنه غربان الوحدة والظلمة

واشباح الفراق تحوم بأرجائه

اتسائل ؟ ..

هناك في زمن الفصول الأربعة

أين أنا من روحك ؟

ومع من أصبحت بعدي ؟

وكيف أنت بدون وجودي ؟

ألم تشتاق ..

لنسمات البراد ؟

تخيل … للأن تترقب حظورك ،

اضواء الشوارع لا زالت تنادي بأسمك بين عواميد النور

أحجار الشاطئ الملونة

تفتقد أصابعك بينها

و تتحرى أن يأتي الربيع حاملا معه تحقيق الامنيات بالعودة لتطمئن أنك بخير !!

وإنك ستعود إليها في الشتاء المقبل

ولكن هذه المرة …. ستبقى معي للأبد …

بقلم البرنسيسة : 👸🏼

أميرة العسيف أم الأمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى