مقالات مجد الوطن

لا تسمح لأحد أن يشكك بقدراتك 

 

هل صادفك يوما ما، من قال لك شيئا دفعك للتشكك في قوة ذاكرتك؟

وهل يا تُرى اقتنعت بذلك !

 

لقد تزايد على مدار السنوات القليلة الماضية استخدام مصطلح “التلاعب بالعقول”

و “التلاعب بالعقول”، يعني التأثير في شخص ما، لدفعه للتفكير في أنه مخطئ حتى حينما يكون مُصيبا ، ويمكن استغلاله لجعل ضحيته يتشكك في مدى سلامة قدراته العقلية.

 

إن التلاعب بالعقول يمكن أن يحدث في مكان العمل، أو بين أفراد الأسرة أو في إطار علاقة حب وكذلك في سياق العلاقة الرومانسية في بعض الأحيان …

 

البعض لا يمارس هذا الأسلوب معك، بدافع شرير أو لإيذائك عمدا ، وإنما لافتقارهم إلى “الإدراك الذاتي” أي معرفة كل واحد منهم بشخصيته ومشاعره ودوافعه ورغباته، وفهمه لكل ذلك ..

 

إن التلاعب بالعقول ، يؤدي إلى أمراض نفسية ،وتترك الشخص عرضة لإنخفاض احترام الذات ،

وعدم اليقين والقلق والاكتئاب ،

وبمرور الوقت يبدأ في الاعتقاد بأنه شخص مخطئ لأن أحد أهم الأشخاص في حياته ( الوالدين ، الشريك ، الأصدقاء) أخبره بذلك

وشكك في قدراته وواقعه والشك قد يكون في الأداء المدرسي أو في العمل أو في المواقف الاجتماعية

 

إذا وجدت نفسك تشك في تجاربك الخاصة بشكل مستمر فقد آن الأوان للتراجع و إعادة تقييم الموقف …

 

ربما تشك في شيء أو شخص .

وعندما أخبرتهم رددوا أنك شكاك

وكلامك ليس له أصل من الصحة

ويدفعك هذا إلى تصديقهم

وتشعر أن مشاعرك مزيفة وأنك تفكر بشكل مفرط …

 

أو عندما تروي حدث قد يقولون لك هل أنت متأكد ؟

هل تتذكر الأشياء بدقة ؟

هل لديك ذاكرة سيئة ؟

أو يقولون لا أعرف ما الذي تتحدث عنه ؟

 

قد تتهم بالحساسية المفرطة أو يقولون هذه ليست أفكارك أنت حساس جداً .

 

أو أنت تبالغ في ردة فعلك أي أن مشاعرك ليست حقيقية

 

من المهم أن تنتبه إلى الإشارات التي يرسلها لك الآخرون .

 

ليس كل ما يرسله لك الآخرون حقيقة…

 

يحكى أن أحد الأشخاص زار الفيلسوف الكبير” سقراط “، وبعد التحية والسلام قال له:

عزيزي سقراط، هل سمعت ما يقولون عن صديقك ، أجابه سقراط وعلامات الدهشة مرتسمة على وجهه، ” لا ” ولكن قبل أن تقص علي خبرك، قل لي:

هل مررت قصة صديقي عبر المصافي الثلاثة.

 

“مصـــافي ” أيّ “مصـــافي”، أجابه الضيف بدهشة !!!

نعم ، قبل أن يحكي الإنسان أي شيء عن شخص آخر لا بد من تصفيته ثلاث مرات.

 

المصفاة الأولى هي مصفاة الحقيقة:

هل تحققت من أن ما تريد إخباري به هو الحقيقة؟.

لا ، ليس بالضبط، لم أرى الشيء بنفسي، سمعته فقط.

حسناً، أنت لا تعرف إذن إن كانت الحقيقة …

 

المصفاة الثانية مصفاة الخير :

هل ما تريد أن تخبرني به عن صديقي خير؟.

لا ، بل على العكس سمعت أنهم يقولون عن صديقك أنه أساء التصرف.

فيتابع سقراط:

إذن تريد أن تحكي لي أشياء شريرة عنه وأنت لا تعرف إذا كانت حقيقية أم لا، هذا لا يبشر بالخير، ولكنك تستطيع أن تكمل الاختبار، ولا يزال أمامك.

 

المصفاة الثالثة مصفاة الفائدة :

هل من المفيد أن تخبرني بما فعل صديقي؟

مفيد ؟! لا، في الحقيقة لا أعتقد أنه مفيد.

فيعلق سقراط:

إن ما ستقوله عن صديقي ليس حقيقة ولا خيراً ولا فائدة فيه، فلم تريد إذاً أن أسمع منك ؟ من الأفضل أن تنسى كل هذا”.

 

إن الكثير من الأشخاص لديهم فضول و يسعى لملئ رغباته بالاستماع لأي شيء عن الآخرين

لكن ليس كل شيء صحيح و جيد

و مفيد عليك التميز بين الجيد و السيء ، بين الخبر و الإشاعة ، و لا تسمح لأحد أن يشكك بقدراتك ، من المهم أن ننتبه إلى الإشارات التي يرسلها الآخرون لك حين تواصلهم معك ، تجنب العلاقات السيئة و الغير صحية ….

 

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

كوتش علاقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى