مقالات مجد الوطن

《《 شواطئ الأمل 》》

 

هنااااك بعد اليابسة

ودون أعين البشر

أبعد مساحات الكرة الأرضية

عند خط طول 《 90 》 درجة جنوبا

لمحت مع المساحات الشاسعة المغطاة بالثلوج شيء لا يوصف بكلمة

غريب جداً …. أظن إنها ..

ملاك بلباس أبيض نقي

في البدء …

لم أقترب لأعرف التفاصيل

ولكن سبقت نبضاتي عيناي

لمحت الليل على أكتاف اِمرأة

وظلال غطى القارة بعمق اِمرأة

تقف حيث لا يستطيع بني البشر المكوث في مكان كهذ ا!

شدني ما أرى

قاومت الإعصار لأصل عندها

أعاقتني أقدامي وأنا أتسائل

كيف أستطاعت أن تصل هنا

استمرار محاولات عديدة للنهوض بخطواتي المثقلة حتى أقتربت منها

رأيت الأميرة الصامدة

واثقة الخطى ..

ذات الوشاح الحريري المسدول على كتفيها

سألتها سيدتي :

ماذا فعلتي ؟

كيف وصلتي ؟

من جاء بك ؟

.. العيش هنا صعب وربما مستحيل !

لم تستدر ..كما هي لم يتحرك بها شيء سوى عيناها التفتت نحوي وقالت :

هل لديك الوقت لتسمع قصتي ؟

أجبتها نعم ..نعم ..سيدتي ..

أبتدأت بنفس عميق يحمل سحائب من الدخان يخرج من صدرها

حتى خلتها تذيب الجليد

قائلة ……

أقداري … نعم هي أقداري من ساقتني لمصير أجهله ،

لا اتذكر الكثير فقط

هو موقف لا احسد عليه

أتعلم ؟

خيروني بين حياتي … وحياة لا تشبه حياتي !!

كان الخيار صعب والقرار اكثر صعوبة

تكسرت أشرعتي السميكة

التي أخذت من عمري سنوات على تأسيسها وبنائها لتكون الحماية أثناء هبوب الرياح

أخذت تدورني الأفكار عكس إتجاه عقارب ساعتي

شعرت بدواخ كاد يسقطني أرضا

أستنشقت عبير سيرتي … ومحبة عشيرتي .. ودعاء والدتي …

عندها … قلت :

(الفعل أصدق أنباء من الكتب )

جمعت أمتعتي وقررت مغادرة

مركب لا يسعني لمركب لا أعرف أين تكون الوجهة

أغمضت أحداقي لآلا يجذبني الحنين لمن خلفتهم ورائي

وأبحرت بلا هوية تعرفني أو عنوان أعرفه ..

أملي على الخالق !!

تسايرني الأماني مرة ويخذلني

واقعي مرات

حتى احتضنتني مياه الجنوب

في العمق

أجل … كم مرة زارني موتي ؟

أحتضر دون أوكسجين

لون شفاهي الأزرق دليل

طاقتي رحلت عني

أستسلمت للمحتوم … لا جدوة من المحاولة

أسبلت أطرافي إيذانا بالنزول للهاوية

عينان مقفلة لا ترغب برؤية المشاهد ..

في غضون ثواني

مرت أطول سلسلة بأيامي

وراودتني أسأله لا تحتاج لإجابات !!

أين ؟ ومتى ؟ وكيف ومن ؟ يشيع جثماني الطافي على المياه المالحه المتجمدة

حتى خطرت ببالي كلمات

مأثورة .. لأسماء بنت ابي بكر

((وهل يضر الشاة سلخها بعد دبحها ))

أتخيل أن تحمل الأسماك الصغيرة ما تبقى من جسدي

لتذيع خبر موتي على قومي

وأنا بإتجاه العمق …. أغوص ..وأغوص .. وأغوص

وأراقب فقاعات ذوبان الهواء في الماء بشكل شرار لامع آخاذ

إنها ذرات الأوكسجين تبتعد عن مداي !!

بلا حراك ..ولا نبض .. ولا حتى أمل ..

أسبح برضى خالص إنها ارادة الله

وداعا دنيتي

وداعا أمنيتي

وداعا رغبتي

لكن لازال في العمر بقية

……

وإذا بشيء طار نحو جثتي الهامدة …

لم الحظ منه شي ربما بريق فقط لا يشبه أي شيء

لا أعي هل …هو جناح ملاك

أم ما يسموها ملح الحياة

أو عروسة البحر في الأساطير

وربما حارس الشطأن

أقترب مني

شعرت بكهرباء لامستني صعقت بشدة …

ملمسه أملس خطفني من بين بقاياي .. ورماني على سطح الحياة … وسطوع الأمل ،

لأواجه أقداري بذراع صلب

وها هي الحياة عادت من جديد لتخبرني أنني بخير وإنني قادرة على تحمل ما هو أصعب من ذلك

وسوف تستمر مع كل نبضة من قلبي …

وها أنا ذا أقف أمامك

بقلب أسد وجسد امرأة

. . . . . . . . . . . . . . . .

بقلم البرنسيسة :

أميرة العسيف أم الأمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى