إذا ماتَ الخَيالُ وباتَ حَرفي
كحرفِ النَّثرِ ليسَ به خَيَالُ
غَدَت أشعارُنا صمتَاً و ميْتَاً
فدونَ الكِذْبِ قَافِيتي مَقالُ
حروفِي تمنحُ الأشباحُ حُسناً
وتُقرَأُ في قوَافِينَا غَزالُ
فَدعنَا نَملأُ الأزهَارَ شِعرَاً
تُغَنِّيهِ البَلابِلُ وَ الظِلالُ
وتَلهو في خَيالاتِي غَوانٌ
وتَسكَرُ في أغَانِينَا رِجَالُ
وتَرقُصُ في نَوادِينَا كؤوسٌ
وتَهتَزُّ المَعَاطِفُ وَ الثِّقَالُ
فقُلْ مَاشِئتَ عَن شِعرِي و فِكري
فَلا همِّي و لا اهتزَّت جِبالُ
وَلا للعَاذلاتِ أصغتُ يَومَاً
ولا عُمري أصغتُ لِمَا يُقُالُ
ولا نبَحَت بقَافِلتي كِلابٌ
ولا نَهقت بمشوَارِي بِغَالُ
ولَكنَّ الطّيورَ إذَا تَغنَّت
تَردُّ لهَا الشَّواطِئ و التِلالُ
فأعذبُ كلمةٍ بالحُبِّ شِعراُ
ولَولا الشِّعرُ مَاهَامًوا وَقَالُوا
فأجمَلُ غَمزَةِ العُشَّاقِ رِمشَاً
وَلانَالَت كَما الشُّعَراءُ نَالُوا
فكنْ أدَبَاً وَ إبدَاعاً وَ حِسَّاً
وَعِشْ حَرفَاً رَقِيقَاً لا يُزالُ
إذَا لم تستطعْ بالهَمسِ شِعرَاً
فكنْ قَلمَاً وفي وَرَقي جَمَالُ
…………………………
أبو حليم …..
