مقالات مجد الوطن

لطف الرد يبني قصوراً من الود 

 

المودة والمحبة هما دعامتان، تستند عليهما العلاقات الإنسانية ، فهما يغذيان الروح ويمنحان الحياة معنى..

الحب هو المشاعر الداخلية ، والود هو التعبير عن هذه المشاعر بالأفعال..

الحب إحساس داخلي ، والود ترجمة وتحويل المشاعر الداخلية لأفعال وتصرفات..

 

عندما أكن لك مشاعر جميلة ، هذا هو الحب ، ولكن عندما أبتسم في وجهك أو أعطيك هدية فذلك ود..

الحب ينتج المودة ،ولا وجود للمودة دون حب …

 

لا يستطيع الشخص أن يخفي ما يحمله من ود للغير،الود يظهر في تعابير الوجه ولغة الجسد..

مثال :

عندما تزور بلداً أجنبياً وتلاحظ ود الجميع ،من أمناء الصندوق ،في المتاجر إلى الأشخاص المبتسمين في الشارع..

 

لو أردت أن تمتلك عرش القلوب، عليك بالمودة، يمكنك أن تفعل بالمحبة والود مالا تستطيع أن تفعله بالقوة ..

 

إن حفظ الود شيمة من شيم الكرام،ومن حق من تعاشره وتختلف معه لأي سبب من الأسباب ،أن تحفظ له من الود ،ولا يسمح لك بالتقليل منه أو الحاق الضرر به..

 

حفظ الود شيمة من شيم الكرام

يقال ( الحر من حفظ ود لحظة )

ومن أجل حفظ الود لا تنسى حياة كاملة من أجل موقف وإن كان جارحاً ، فالكمال لله وحده ، والكل يخطئ ،

 

سلاما لمن صان الود ، وحفظ الوصل ، صديقاً كان أم حبيباً ، لا يغيره تقلب مزاج ، ولا شدة ظروف،، وإذا كان الإنسان كريماً عظيماً فإنه سيحتفظ بود أولئك الناس الذين التقى بهم ، وسيبقى ثابتاً على قمة الوفاء

 

قال المتنبي

إن لم يكن الود من القلب منبعه

فسلاماً على الود ومتصنعه

 

لاننسى أن كثير من المشاعر الغير الصادقة والمبنية في دواخلها على أغراض مستترة، ومطالب غامضة، لا تستمر مهما ظهرت ولا تثبت مهما واستمرت، ولا تستقر مهما تواصلت ، وخائن الود وإن عاد نادما لا ود له، يشوه النفس بالزيف والكذب مما ينعكس على الملامح، و من علامات المودة:

تنفيذ ما يطلبه الحبيب دون تردد، وبحب سواء أكان ذلك طعاما أو طلبا ويكون ذلك بحب وسعادة داخلية، وإن قدم له شيئا من صنع يده تكاد تشعر أنه يقول: “صُنِعَ بحب”.

المسامحة في التصرفات إذا لا يدقق وراءه بأفعاله، ويأخذ الأمور على محمل الود وإن أراد أن تأديبه تراه يعاتبه برفق دون أن يشعر.

 

أجمل ما قيل في الود قال

يَزيدُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ:

 

وَلا تُصْفِيَنْ بِالْوُدِّ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ

وَلا تُبْعِدَنْ بالْوُدِّ مِمَّنْ تَــــــوَدَّدَا

 

وقال العباس بن الأحنف :

 

قَبولُكُمُ وُدّي مِن اللَهِ نِعمَةٌ

تَتِمُّ إِذا كافأتُمُ الودَّ بالودِّ

وَلَو أَنَّكُم لَم تَقبَلوا الوُدَّ لَم يَزَل

مَصوناً لَكُم حَتّى أُغَيَّبَ في لَحدي .

 

في النهاية” الودود” اسم من أسماء الله الحسنى، ومِن معانيه أن الله يحب ويَوَدُ عِبادَه الصَّالِحين…وهو المحبوب لهم، بل لا شيء أحب إليهم منه، وفي اسم الله عز وجل “الودود” حَث للمذنبين على أن يتوبوا ، قال الطبري:

” فَإِنَّ الله ذُو محَبَّةٍ لِمَنْ أَنَاب وَتَاب إِليه، يُوِدُّه وَيُحِبُّه”..

 

ندى فنري

أديبة/ صحفية

كوتش علاقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى