بقلم: أشواق حكمي ✍🏻
لدى هذا الشخص حياة مليئة بالتضحية والعطاء، يضع دائمًا مصالح الآخرين قبل نفسه، ويسعى جاهدًا ليكون الركيزة التي يعتمد عليها من حوله. يملك قوة خارجية وهيبة تجذب الجميع، ولكنه في خضم ذلك يواجه ضعفًا داخليًا، حيث لا يجد الوقت الكافي للاعتناء بنفسه وسط انشغاله بتلبية احتياجات الآخرين. هو شخص يُرهق عقله بالقلق عليهم، ويفكر فيهم بعمق إلى درجة أنه ينسى نفسه. لطالما اعتاد على دور “المنقذ” وأنه محطّ الأنظار، لكن تظل هناك رغبة عميقة في قلبه بأن يجد من يسانده، ومن يخصص له وقتًا ليهتم به كما يهتم بالآخرين.
هذه الشخصية تظل عالقة بين ما يقدمه للآخرين وبين حاجتها الملحة لإيجاد سكينتها الداخلية. لا يزال يتساءل في أعماقه: **متى سيتوقف عن التضحيات غير المنتهية؟ متى سيشعر بالراحة ويجد ذاته؟**
لكن الحقيقة، ربما لا يدرك هذا الشخص أنه بحاجة إلى أن يُعطي لنفسه نفس القدر من الحب والعناية الذي يقدمه للآخرين. يحتاج أن يخلق مساحة لنفسه، ليعترف بحقوقها عليه، وليُسأل: **أين هو في هذه المعادلة؟**
إنه في رحلة لا تنتهي نحو التوازن الداخلي
وفي النهاية
ربما فقط عندما يضع نفسه في مقدمة أولوياته، سيكتشف انه وجد ذاته و أن راحته تأتي من العناية بالذات أولًا قبل كل شيء .