مقالات مجد الوطن

خطوات

 

 

محمد الرياني

 

والليلُ يجمعنا وصمتُ الاشتياق والأعينُ التي ترقبُ المشهدَ المثير ، كنا في عالَم الدهشة ، نسينا التفاصيلَ حولنا وصعدنا سلالم الألم ، نمشي في الممرِّ الأنيقِ بكلِّ أناقةٍ على الرغم من مشقةِ البحثِ عن مخرج ، تهتُ وتاه خطوُها معي ووصلنا أخيرًا إلى طريقٍ مسدود ، كانت الأنوارُ كافية لنرى المخرج ؛ لكنَّ سورَ التحدي كان عاليًا وبيننا وبينه حصونٌ لاتمزح ولا تقبل المساومة ، كاد قلبي الصغير أن ينطقَ ويعلنَ الرفض ؛ غيرَ أنَّ لليلِ كلمةً أراد بها أن يخرسَ الألسنَ التي رأتْ عيونُها خطواتِنا الخجلى كرقصِ القَطا في ممراتِ البساتين ، جلسنا ننظر نحو بعضينا وقد انقطعَ حبلُ الأمل ، عيوننا تنظر إلى جبلٍ عالٍ لايمكن لنا أن نمشي على نتواءته أو نصعدَ عليه ودرجاتُ سلالمه مخيفةٌ إذا صعدنا آخرها سنصابُ بالرُّعبٍ والخوف ، تركتُ مقعدي في نهايةِ الممرِّ وقد هدأتْ أنفاسي وسكنتْ من هَولِ الموقف ، تواعدنا أن نعيدَ الكرَّة من جديدٍ ونفتحَ ستارةَ الليل ، نَصفُّ الكراسي الناصعةَ لأعينٍ ترقبُ مشهدَ خطواتنا ، نعودُ إلى الممرِّ من جديد ، أملُنا أن نجدَ سُورَ المنعِ قد تقازَمَ وهوى كي نعتليه أو نقفزه ، كنا نظن أنَّ خطوَ طائرِ القطا التي نحاكيها ستشفعُ لنا وننتظر ليلَ الهوى ليقولَ كلمتَه ويعلن أننا انتصرنا وكلُّ الممراتِ أمامنا تصفِّقُ لنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى