كل صبحٍ وجِنُّ شعري يأتي
بالقوافي . مُعطَّراً بالمحبَةْ
فَصَببنا له من البُنِّ كيفاً
ومَددنا له من التمرِ حَبَّةْ
فانتشى لحظةً يُقلِّبُ طرفاً
في سماءِ الهوى ليصنعَ كِذبَةْ
يا أبا الطلِّ قُم لتسرجَ خيلاً
واعزف اللحنَ فالقوافيُّ صعبَةْ
وانثر العشقَ بين كل الغواني
ليس للحبِّ يا أبا الطلِّ رهبَةْ
وانسج الفلَّ في صدورِ الصَّبايا
واسقِ تلك الورودِ والزهرِ شَربَةْ
لم تزل عضيةُ الخطورِ تفوحُ
بعبيرٍ . كأنما المسك طِيبَه
بين تِلك الرُّبَا . وبين المراعي
وصدور الأحبابِ كالأرضِ رَحبَة
فأجابَ الفؤادُ ذا مستحيلٌ
رحلَ العمرُ . إنما الحبُّ نكبَةْ
أي عشقٍ ترجوه ذاك عجوزٌ
هَرِمٌ ، ليس فيه للعشقِ رغبَةْ
كل يومٍ أمام مِرآة حُزنٍ
حول ” صَبغَته ” ليُخفيَ شِيبَهْ
كل وقتٍ يَقيسُ ضغطاً ويُدمي
أصبُعاً ، كي يُطمئن اليوم قلبَهْ
حافظاً للصلاةِ والذِّكرِ دوماً
ربَّما دعوةٌ تفرِّجُ كُربَة
ومع قهوةِ الصباحِ يناجي
ربَّه بالدعاءِ يغفرُ ذنبَه
أين عُمر الشبابِ ولى بعيداً
وكأنا نعيشُ حُزناً وغُربَة
أين ذاكَ الشبابُ ضاعت علومي
“مُندلي” كَلَّ ، والأراضيُّ خِصبَةْ
جِنُّ شعري ، إليكَ عني ودعني
إنَّ هذى الحياةَ لهوٌ ولُعبَةْ
ابوطلال الحكمي